للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستسقى ماء، فأتِيَ به في قَدَح غليظ، فقال: لو متّ عطشًا لم أستطع أنْ أشرب في مثل هذا، فأتي به في إناء يرضاه، فجعلت يده ترجُف، وقال: إني أخاف أن أقْتَل وأنا أشرب الماء، فقال عمر: لا بأس عليك حتى تشربَه، فأكفأه، فقال عمر: أعيدوا عليه، ولا تجمعوا عليه القتل والعطش، فقال: لا حاجة لي في الماء، إنما أردت أن أستأمِن به، فقال له عمر: إني قاتلك، قال: قد آمنتني! فقال: كذبت! فقال أنس: صدق يا أمير المؤمنين، قد آمنته، قال: ويحك يا أنس! أنا أؤمّن قاتل مجزأة والبَراء! والله لتأتينّ بمخرج أو لأعاقبنّك! قال: قلتَ له: لا بأس عليك حتى تخبرَني، وقلتَ: لا بأس عليك حتى تشربه، وقال له مَنْ حوله مثل ذلك، فأقبل على الهرمزان، وقال: خدعتَني، والله لا أنخدع إلا لمسلم؛ فأسلم. ففرض له على ألفين، وأنزله المدينة (١). (٤: ٨٣/ ٨٤/ ٨٥/ ٨٦/ ٨٧/ ٨٨).

٥١٨ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن أبي سفيان طلحة بن عبد الرحمن، عن ابن عيسى، قال: كان التُّرجمان يوم الهُرمزان المغيرة بن شعبة إلى أن جاء المترجِم، وكان المغيرة يفقَه شيئًا من الفارسيّة، فقال عمر للمغيرة: قل له: مِنْ أيّ أرض أنت؟ فقال المغيرة: أزكُدَام أرضي؟ فقال: مِهرجانيّ، فقال: تكلم بحجَّتك، قال: كلام حيّ أو ميت؟ قال: بل كلام حيّ، قال: قد آمنتني، قال: خدعتَني، إنّ للمخدوع في الحرب حُكمه؛ لا والله لا أؤمّنك حتى تسلِم، فأيقن أنه القتل أو الإسلام، فأسلم، ففرض له على ألفين، وأنزله المدينة. وقال للمغيرة: ما أراك بها حاذقًا، ما أحسنها منكم أحد إلا خَبّ، وما خَبّ إلا دقّ. إيّاكم وإيّاها! فإنها تنقض الإعراب. وأقبل زيد فكلّمه، وأخبر عمر بقوله، والهُرمزانَ بقول عمر (٢). (٤: ٨٨).

٥١٩ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد، وطلحة، وعمرو، عن الشعبيّ وسفيان، عن الحسن، قال: قال عمر للوفد: لعلّ


(١) إسناده ضعيف، وفي متنه مخالفة لما في الصحيح ذكرناها في قسم الصحيح من عهد سيدنا عمر رضي الله عنه (٤: ٨٣) في ذكر فتح تستر.
(٢) إسناده ضعيف، وفي متنه مخالفة لما في الروايات الصحيحة التي ذكرنا في قسم الصحيح في قصة فتح تستر (٤/ ٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>