للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجلًا في زيّهم صريعًا، فظنُّوا أنه رجل منهم أصيبوا به، ففتحوا باب الحِصْن ليدخلوه، فثار وقاتلهم حتى خلَّوْا عن باب الحصن، وهربوا، ففتح الحصن وحده، ودخله المسلمون، وقوم يقولون: فعلَ هذا الفعل سياه بتُسْتر، وحاصروا حصنًا، فمشى خُسْرَوْ إلى الحصن، فأشرف عليه رجل منهم يكلِّمه، فرماه خسرَوْ بنشّابة فقتله (١). (٤: ٨٩/ ٩٠/ ٩١).

٥٢١ - وأما سيف فإنه قال في روايته ما كتب به إليَّ السريّ عن شعيب، عنه، عن محمد، وطلحة، وعمرو، ودِثار أبي عمر، عن أبي عثمان، قالوا: لما نزل أبو سَبْرة في الناس على السُّوس، وأحاط المسلمون بها، وعليهم شهريار أخو الهرمزان، ناوشوهم مرّات، كلّ ذلك يصيبُ أهلُ السُّوس في المسلمين، فأشرف عليهم يومًا الرُّهبان، والقسّيسون، فقالوا: يا معشر العرب! إنّ مما عهد إلينا علماؤنا وأوائلنا؛ أنه لا يفتح السُّوسَ إلّا الدّجال أو قوم فيهم الدّجال، فإن كان الدّجال فيكم فستفتحونها، وإن لم يكن فيكم فلا تُعْنَوْا بحصارنا. وجاء صرْف أبي موسى إلى البَصْرة، وعُمِّل علَى أهل البصرة المقترب مكانَ أبي موسى بالسُّوس، واجتمع الأعاجم بِنهاوَنْد، والنعمان على أهل الكوفة محاصرًا لأهل السوس مع أبي سَبْرة، وزِرّ محاصر أهل نهاوند من وجهه ذلك؛ وضرب على أهل الكوفة البعث مع حُذيفة، وأمرهم بموافاته بنهاوَنْد؛ وأقبل النُّعمان على التهيّؤ للسير إلى نهاوند، ثمّ استقلّ في نفسه، فناوشهم قبل مضيّه، فعاد الرّهبان، والقسِّيسون، وأشرفوا على المسلمين، وقالوا: يا معشرَ العرب! لا تُعنَوْا فإنه لا يفتحها إلّا الدّجال أو قوم معهم الدّجال، وصاحوا بالمسلمين وغاظوهم، وصافِ بن صيّاد يومئذ مع النعمان في خيله، وناهَدهم المسلمون جميعًا، وقالوا: نقاتلهم قبل أن نفترق؛ ولمّا يخرج أبو موسى بعدُ. وأتى صافِ بابَ السوس غضبَان، فدقّه برجله، وقال: انفتح فطار فتقطّعت السلاسل، وتكسَّرت الأغلاق، وتفتَّحت الأبواب، ودخل المسلمون، فألقى المشركون بأيديهم، وتنادوْا: الصّلح الصلح! وأمسكوا بأيديهم، فأجابوهم إلى ذلك بعد ما دخلوها عَنْوة، واقتسموا ما أصابوا قبل الصلح؛ ثم افترقوا. فخرج


(١) إسناده ضعيف، وقد ذكرنا ما علمنا من الروايات الصحيحة في فتح السويس في قسم الصحيح من عهد الخلفاء الراشدين (٤/ ٨٩) والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>