للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النّعمان في أهل الكوفة من الأهواز حتى نزل على هاه، وسرّح أبو سَبْرة المقتربَ حتى ينزل على جنديْ سابور مع زِرّ، فأقام النعمان بعد دخول ماه؛ حتى وافاه أهلُ الكوفة، ثم نهد بهم إلى أهلِ نهَاوند، فلما كان الفتح؛ رجع صاف إلى المدينة، فأقام بها، ومات بالمدينة (١). (٤: ٩١/ ٩٢).

٥٢٢ - كتب إليّ السريّ، عن شعيب، عن سيف، عن عطيّة، عمّن أورد فتح السُّوس، قال: وقيل لأبي سَبْرة: هذا جسد دانيال في هذه المدينة، قال: وما لنا بذلك! فأقرّه بأيديهم -قال عطيّة بإسناده: إنّ دانيال كان لزم أسيافَ فارس بعد بختنصّر؛ فلمّا حضرته الوفاة، ولم يرَ أحدًا ممن هو بين ظهرَيْهم على الإسلام؛ أكرم كتاب الله عمّن لم يجبْه ولم يقبل منه، فأودعه ربّه، فقال لابنه: ائتِ ساحلَ البحر، فاقذفْ بهذا الكتاب فيه، فأخذه الغلام، وضنّ به، وغاب مقدارَ ما كان ذاهبًا وجائيًا؛ وقال: قد فعلت، قال: فما صنع البحر حين هوى فيه؟ قال: لم أره يصنع شيئًا، فغضب وقال: والله ما فعلتَ الذي أمرتُك به. فخرج من عنده، ففعل مثل فعلته الأولى، ثم أتاه فقال: قد فعلت، فقال: كيف رأيت البحر حين هوى فيه؟ قال: ماج واصطفق، فغضب أشدّ من غضبه الأوّل، وقال: والله ما فعلت الذي أمرتُك به بعد، فعزم ابنه على إلقائه في البحر الثالثة، فانطلق إلى ساحل البحر، وألقاه فيه، فانكشف البحر عن الأرض حتى بدت، وانفجرت له الأرض عن هواء من نور، فهوَى في ذلك النور، ثم انطبقت عليه الأرض، واختلَط الماء، فلما رجع إليه الثالثة سأله فأخبره الخبر، فقال: الآن صدقت. ومات دانيال بالسُّوس؛ فكان هنالك يُستَسقى بجسده، فلما افتتحها المسلمون أتُوا به فأقرُّوه في أيديهم، حتى إذا ولّى أبو سَبْرة عنهم إلى جُنَديْ سابور؛ أقام أبو موسى بالسُّوس. وكتب إلى عُمَر فيه؛ فكتب إليه يأمره بتوريته، فكفّنه ودفنه المسلمون. وكتب أبو موسى إلى عمر بأنه كان عليه خاتم وهو عندنا، فكتب إليه أن تختَّمْه، وفي فصّه نقش رجل بين أسدين (٢). (٤: ٩٢/ ٩٣).


(١) إسناده ضعيف وفي متنه غرابة.
(٢) إسناده ضعيف جدًّا.

<<  <  ج: ص:  >  >>