للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٤٥ - قال أبو جعفر: قال الكلبيّ: كان الإسكندر والفَرما أخوين، ثم حدّث بمثل ذلك، فنسبتا إليهما، فالفرما ينهدم فيها كل يوم شيء، وخَلُقت مرآتها، وبقيت جِدّة الإسكندرية. (٤: ١٠٨).

٥٤٦ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن أبي حارثة وأبي عثمان، قالا: لما نزل عمرو على القوم بعين شمس؛ وكان المُلْك بين القِبْط، والنّوب، ونزل معه الزبير عليها. قال أهل مصر لملكهم: ما تريد إلى قوم فلُّوا كسرى وقيصر، وغلبوهم على بلادهم! صالح القوم واعتقِدْ منهم، ولا تَعْرض لهم، ولا تعرّضنا لهم -وذلك في اليوم الرابع- فأبى، وناهدوهم فقاتلوهم، وارتقى الزبير سورها، فلما أحسّوه؛ فتحوا الباب لعمرو، وخرجوا إليه مصالحين؛ فقبل منهم، ونزل الزُّبير عليهم عَنْوة؛ حتى خرج على عمرو من الباب معهم، فاعتقدوا بعد ما أشرفوا على الهلَكة، فأجروا ما أخِذ عنوة مُجْرى ما صالح عليه؛ فصاروا ذمّة، وكان صلحُهم:

بسم الله الرحمن الرحيم. هذا ما أعطى عمرو بن العاص أهلَ مصر من الأمان على أنفسهم، وملّتهم، وأموالهم، وكنائسهم، وصُلُبهم، وبرّهم، وبحرهم، لا يدخَل عليهم شيء من ذلك ولا يُنتقص، ولا يساكنهم النّوب، وعلى أهلِ مصر أن يُعْطُوا الجزية إذا اجتمعوا على هذا الصُّلْح، وانتهت زيادة نهرهم خمسين ألف ألف، وعليهم ما جنى لصوتُهم، فإن أبى أحدٌ منهم أن يجيب رُفع عنهم من الجزاء بقدرهم، وذمّتنا مِمّن أبى بريئة، وإن نقص نهرهم من غايته إذا انتهى رُفع عنهم بقدر ذلك، ومَنْ دخل في صلحهم من الرّوم، والنّوب فله مثل ما لهم، وعليه مثل ما عليهم، ومَنْ أبى واختار الذّهاب فهو آمن حتى يبلغ مأمنه، أو يخرج من سلطاننا. عليهم ما عليهم أثلاثًا في كلّ ثلث جباية ثلث ما عليهم، على ما في هذا الكتاب عهد الله، وذمّته، وذمّة رسولِه، وذمة الخليفة أمير المؤمنين، وذمم المؤمنين، وعلى النوبة الذين استجابوا أن يُعينوا بكذا وكذا رأسًا، وكذا وكذا فرسًا، على ألّا يُغْزَوْا ولا يمنَعوا من تجارة صادرة


= فاستوصوا بالقبط خيرًا فإن لهم ذمة ورحمًا، وقال الليث: كانت أم إسماعيل أمهم.
قلنا: وهذا إسناد ضعيف والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>