للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودعا له رجلًا اسمه عبد، فوكَّله به، فقال: اذهبوا بي إلى أميركم حتى أصالحه على هذه الأرض؛ وأؤدّيَ إليه الجزية، وسلني أنت عن إسارك ما شئت، وقد مننتَ عليّ إذ لم تقتلني؛ وإنما أنا عبدك الآن، وإن أدخلتني على الملك، وأصلحتَ ما بيني وبينه وجدت لي شكرًا، وكنت لي أخًا. فخلّى سبيله وآمنه؛ وقال: مَن أنت؟ قال: أنا دينار -والبيت منهم يومئذ في آل قارن- فأتى به حذيفة، فحدّثه دينار عن نجدة سماك وما قتل ونظرِه للمسلمين، فصالحه على الخراج، فنسبت إليه ماه، وكان يواصل سماكًا ويُهدي له، ويوافي الكوفة كلما كان عملُه إلى عامل الكوفة، فقدم الكوفة في إمارة معاوية، فقام في الناس بالكوفة، فقال: يا معشرَ أهل الكوفة! أنتم أوّلَ ما مررتم بنا كنتم خيارَ الناس، فعمرتم بذلك زمان عمر وعثمان، ثم تغيّرتم وفشت فيكم خصال أربع: بُخل، وخِبّ، وغدر، وضيق؛ ولم يكن فيكم واحدة منهنّ، فرمقتُكم، فإذا ذلك في مولّديكم، فعلمتُ من أين أتيتم، فإذا الخبّ من قبل النَّبَط، والبخل من قبل فارس، والغدر من قبلَ خراسان، والضيق من قبل الأهواز (١). (٤: ١٣٥/ ١٣٦).

٥٥٨ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن عمرو بن محمد، عن الشَّعبيّ، قال: لما قُدِم بسبي نهاوند إلى المدينة؛ جعل أبو لؤلؤة فيروز غلام المغيرة بن شعبة لا يلقى منهم صغيرًا إلّا مسح رأسَه وبكى وقال: أكلَ عمر كبدي -وكان نهاونديًّا، فأسرته الرّوم أيام فارس، وأسره المسلمون بعده، فنُسِب إلى حيث سُبِيَ (٢). (٤: ١٣٦).

٥٥٩ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن عمرو بن محمد، عن الشّعبيّ، قال: قُتل في اللِّهْب ممن هوى فيه ثمانون ألفًا، وفي المعركة ثلاثون ألفًا مقترين، سوى مَنْ قُتِل في الطلب؛ وكان المسلمون ثلاثين ألفًا، وافتُتحت مدينة نهاوند في أوّل سنة تسع عشرة، لسبع سنين من إمارة عمر، لتمام سنة ثماني عشرة (٣). (٤: ١٣٦).


(١) ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.
(٣) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>