له عبد الله وقال: إمّا أن تحمل عليّ، وإما أن أحمل عليك؛ فقال: أحمل عليك، فوقف له عبد الله، وحمل عليه الفاذوسفان، فطعنه، فأصاب قَرَبُوس سَرْجِه فكسره، وقطع اللّبَب والحزام، وزال اللّبْد والسَّرْج، وعبد الله على الفرس؛ فوقع عبد الله قائمًا، ثمّ استَوى على الفرس عُرْيًا؛ وقال له: اثبت، فحاجزه، وقال: ما أحبّ أن أقاتلك؛ فإني قد رأيتك رجلًا كاملًا ولكن أرجعُ معك إلى عسكرك فأصالحك؛ وأدفع المدينة إليك؛ على أنّ مَن شاء أقام ودفع الجزية وأقام على ماله؛ وعلى أن تُجرى من أخذتم أرضه عنوةً مجراهم، ويتراجعون، ومن أبى أن يدخل فيما دخلنا فيه ذهب حيث شاء؛ ولكم أرضه. قال: لكم ذلك.
وقدم عليه أبو موسى الأشعريّ من ناحية الأهواز، وقد صالح الفاذوسفان عبد الله فخرج القوم من جَيّ، ودخلوا في الذّمة إلّا ثلاثين رجلًا من أهل أصْبَهان خالفوا قومهم وتجمّعوا فلحقوا بكرمان في حاشيتهم؛ لجمع كان بها؛ ودخل عبد الله، وأبو موسى جيّ -وجيّ مدينة أصبهان- وكتب بذلك إلى عمر، واغتبط مَنْ أقام، وندم من شخص. فقدم كتاب عمر على عبد الله: أن سر حتى تقدم على سُهيل بن عدي، فتجامعَه على قتال مَنْ بكَرْمان، وخلّف في جَيّ من بقي عن جيّ، واستخلف على أصبهان السائب بن الأقرع.
كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن نفر من أصحاب الحسن؛ منهم المبارك بن فضالة، عن الحسن، عن أسيد بن المتشمّس بن أخي الأحنف، قال: شهدتُ مع أبي موسى فتح أصبهان، وإنما شهدها مددًا (١).
(٤: ١٣٧/ ١٣٨/ ١٣٩/ ١٤٠/ ١٤١).
٥٦٢ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد، وطلحة، والمهلب، وعمرو، وسعيد، قالوا: كتاب صلح أصبهان:
بِسْمِ اللهِ الرَّحّمَنِ الرَّحِيمِ
كتاب من عبد الله للفاذوسفان وأهل أصبهان وحواليها؛ إنكم آمنون ما أديتم