للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعد ملك إلّا تقرب إلى الله بأفضل ما عنده من الدنيا، فيرمي به في هذا اللهْب، فشرّح بَضعة لحم معه، فألقاها في ذلك الهواء، وانقضّت عليها العُقاب، وقال: إن أدركَتْها قبل أن تقع فلا شيء؛ وإن لم تُدركها حتى تقع فذلك شيء؛ فخرجت علينا العُقاب باللحم في مخالبها؛ وإذا فيه ياقوته، فأعطانيها؛ وها هي هذه. فتناولها شهر براز حمراء، فناولها عبدَ الرحمن، فنظر إليها، ثم ردّها إلى شهر براز، وقال شهر براز: لَهذه خير من هذا البلد - يعني: الباب - وأيمُ الله لأنتم أحبّ إليّ ملَكة من آل كسرى؛ ولو كنت في سلطانهم ثم بلغهم خبرها لانتزعوها مني؛ وأيمُ الله لا يقوم لكم شيء ما وفيتم ووفى ملكُكم الأكبر.

فأقبل عبدُ الرحمن على الرّسول، وقال: ما حال هذا الرَّدم وما شبهه؟ فقال: هذا الثوب الذي على هذا الرّجل، قال: فنظر إلى ثوبي، فقال مطر بن ثلج لعبد الرحمن بن ربيعة: صدق والله الرَّجُل؛ لقد نفذ ورأى، فقال: أجل، وصف صفة الحديد والصُّفْر، وقال: {آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ... }. إلى آخر الآية. وقال عبد الرحمن لشهر براز: كم كانت هديَّتُّك؟ قال: قيمة مئة ألف في بلادي هذه، وثلاثة آلاف ألف أو أكثر في تلك البلدان (١). (٤: ١٥٨/ ١٥٩/ ١٦٠).

وحدّث عمرو بن معد يكرب عن مطر بن ثَلْج التميميّ، قال: دخلت على عبد الرحمن بن ربيعة بالباب وشهر براز عنده، فأقبل رجل عليه شُحُوبة؛ حتى دخل على عبد الرحمن، فجلس إلى شهر بَراز، وعلى مَطَر قباء بُرود يمنيّة، أرضه حمراء، ووشيه أسود - أو وشيه أحمر وأرضه سوداء -، فتساءلا (٢). (١٥٩: ٤).

وزعم الواقديّ: أنّ معاوية غزا الصائفة في هذه السّنة، ودخل بلاد الروم في عشرة آلاف من المسلمين.

وقال بعضهم: في هذه السنة كانت وفاة خالد بن الوليد.

وفيها ولِد يزيد بن معاوية وعبد الملك بن مرْوان (٣). (٤: ١٦٠).


(١) إسناده ضعيف.
(٢) ضعيف.
(٣) ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>