ستة أشهر من مقتل عمر بن الخطاب؛ وكان أميرها المغيرة بن شعبة.
قال: ويقال: كان فتح الرّيّ قبل وفاة عمر بسنتين، ويقال: قتل عُمر؛ وجيوشه عليها (١). (٤: ١٤٨).
٥٦٦ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن الغصن بن القاسم، عن رجل، عن سَلمان بن ربيعة، قال: لما دخل عليهم عبد الرحمن بن ربيعة حال الله بين الترك والخُروج عليه، وقالوا: ما اجترأ علينا هذا الرجل إلّا ومعه الملائكة تمنعه من الموت؛ فتحصنوا منه وهربوا، فرجع بالغُنْم والظَّفَر، وذلك في إمارة عمر؛ ثم إنه غزاهم غزوات في زمن عثمان، ظفر كما كان يظفر، حتى إذا تبدّل أهلُ الكوفة لاستعمال عثمان من كان ارتدّ فغزاهم بعد ذلك، تذامرت الترك وقال بعضهم لبعض: إنهم لا يموتون قال: انظروا، وفعلوا فاختفوْا لهم في الغياض، فرمَى رجلٌ منهم رجلًا من المسلمين على غِرّة، فقتله، وهرب عنه أصحابه، فخرجوا عليه عند ذلك، فاقتتلوا فاشتدّ قتالهم، ونادى مناد من الجوّ: صبرًا آل عبد الرحمن وموعدكم الجنَّة! فقاتل عبدُ الرحمن حتى قتل، وانكشف الناس، وأخذ الرّاية سلمان بن ربيعة، فقاتل بها، ونادى المنادي من الجوّ: صبرًا آل سلمان بن ربيعة! فقال سلمان: أوَ ترى جزعًا! ثمّ خرج بالناس، وخرج سلمان وأبو هُريرة الدَّوْسي على جيلان، فقطعوها إلى جُرجان، واجترأ الترك بعدها، ولم يمنعهم ذلك مِن اتخاذ جسد عبد الرحمن، فهم يستسقون به حتى الآن.
ثمّ إنّ شهر براز قال: أيّها الأمير، أتدري مِنْ أين جاء هذا الرجل؟ هذا الرجل بعثتُه منذ سنين نحو السُّدّ لينظر ما حاله ومَنْ دونه، وزوّدتُه مالًا عظيمًا، وكتبت له إلى مَن يليني، وأهديت له، وسألته أن يكتب له إلى مَنْ وراءه، وزوّدته لكلّ ملك هديّة؛ ففعل ذلك بكلّ ملِك بينه وبينه، حتى انتهى إليه، فانتهى إلى الملك الذي السُّدّ في ظهر أرضه، فكتب له إلى عامله على ذلك البلد، فأتاه فبعث معه بازيارَه ومعه عُقابه، فأعطاه حريرة، قال: فتشكّر لي البازيار، فلما انتهينا فإذا جبلان بينهما سُدّ مسدود، حتى ارتفع على الجبلين بعد ما استوى بهما، وإذا دون السُّد خندق أشدّ سوادًا من الليل لبعده، فنظرت إلى ذلك كله، وتفرّست فيه، ثم ذهبت لأنصرف، فقال لي البازيار: على رسْلِك أكافك! إنه لا يلي ملك