قيمته، والنصح، ودِلالة المسلم، ونُزْله يومَه وليلتَه، فلهم الأمان ما أقرُّوا ونصحُوا، وعلينا الوفاء، والله المستعان. فإن تركوا ذلك، واستبان منهم غِشّ؛ فلا أمان لهم إلا أن يسلِموا الغَشَشة برُمّتهم؛ وإلّا فهم متمالئون. شهد الشّماخ بن ضرار، والرُّسارس بن جنادب، وحمَلة بن جُوَيّة. وكتب سنة إحدى وعشرين.
قالوا: ولما بلغ عمرَ موت سُراقة واستخلافُه عبد الرحمن بن ربيعة؛ أقرّ عبد الرحمن على فَرْج الباب، وأمره بغزو التُّرك، فخرج عبدُ الرحمن بالناس حتى قطع الباب، فقال له شهر براز: ما تريد أن تصنع؟ قال: أريد بلَنْجر؛ قال: إنَّا لنرضَى منهم أن يَدَعُونا من دون الباب. قال: لكنَّا لا نرضى منهم بذلك حتى نأتيَهُم في ديارهم؛ وتالله إنّ معنا لأقوامًا لو يأذن لنا أميرنا في الإمعان لبلغت بهم الرّدْم. قال: وما هم؟ قال: أقوام صحبوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودخلوا في هذا الأمر بنيّة، كانوا أصحاب حياء وتكرّم في الجاهلية، فازداد حياؤهم وتكرّمهم، فلا يزال هذا الأمر دائمًا لهم، ولا يزال النصر معهم حتى يغيّرهم مَن يغلبهم، وحتى يُلْفَتُوا عن حالهم بمن غيّرهم. فغزا بَلَنْجَر غزاة في زمن عمر لم تئِمْ فيها امرأة، ولم ييتم فيها صبّي، وبلغ خيله في غزاتها البَيْضاء على رأس مئتي فرسخ من بَلَنْجر، ثم غزا فسلِم؛ ثمّ غزا غزوات في زمان عثمان، وأصيب عبد الرحمن حين تبدّل أهل الكوفة في إمارة عثمان لاستعماله مَن كان ارتدّ استصلاحًا لهم، فلم يصلحهم ذلك، وزادهم فسادًا أن سادهم من طلب الدنيا، وعَضَّلوا بعثمان حتى جعل يتمثل: