للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعود لمثلها (١). (٤: ١٨٠/ ١٨١/ ١٨٢/ ١٨٣/ ١٨٤).

٥٨٤ - وأما المدائنيّ، فإنه ذكر: أنّ عليّ بن مجاهد أخبره عن حَنْبل بن أبي حريدة - وكان قاضي قُهِسْتان - عن مَرْزُبان قُهِستان، قال: فتح كَرْمان عبد الله بن بُدَيل بن ورقاء الخُزاعيّ في خلافة عمر بن الخطاب، ثم أتى الطَّبَسَيْن من كَرْمان، ثم قدم على عمر، فقال: يا أميرَ المؤمنين! إني افتتحت الطَّبَسَيْن فأقطعْنِيهما، فأراد أن يفعل، فقيل لعمر: إنهما رُستاقان عظيمان، فلم يُقطعه إيّاهما؛ وهما بابا خُراسان (٢) (٤: ١٨٠).

٥٨٥ - كتب إليّ السريُّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد، وطلحة، والمهلب، وعمرو، قالوا: لما رَجع أبو موسى عن أصبهان بعد دخول الجنود الكُور، وقد هزم الربيع أهلَ بيروذ، وجمع السَّبي والأموال؛ فغدا على ستين غلامًا من أبناء الدّهاقين تنقّاهم، وعزلهم؛ وبعث بالفتح إلى عمر، ووفّد وفدًا فجاءه رجلٌ من عَنَزة، فقال: اكتبني في الوفْد، فقال: قد كتبنا مَن هو أحقّ منك. فانطلق مغاضبًا مراغمًا، وكتب أبو موسى إلى عمر: إنّ رجلًا من عَنَزة يقال له: ضبّة بن محْصَن، كان من أمره ... وقصّ قِصّته. فلما قدِم الكتاب، والوفد، والفتح على عمر؛ قدم العَنَزيّ، فأتى عمر، فسلم عليه، فقال: مَنْ أنت؟ فأخبره، فقال: لا مرحبًا ولا أهلًا! فقال: أما المَرْحب فمن الله، وأما الأهل فلا أهل؛ فاختلَف إليه ثلاثًا، يقول له هذا، ويردّ عليه هذا؛ حتى إذا كان في اليوم الرابع؛ دخل عليه، فقال: ماذا نقِمْتَ على أميرك؟ قال: تنقَّى ستين غلامًا من أبناء الدّهاقين لنفسه؛ وله جارية تدعى عَقيلة، تُغدَّى جَفْنة وتُعشَّى جفنة، وليس منا رجلٌ يقدر على ذلك؛ وله قفيزان، وله خاتمان، وفوّض إلى زياد بن أبي سفيان - وكان زياد يلي أمورَ البصرة - وأجاز الحطيئة بألف. فكتب عمر كلّ ما قال.

فبعث إلى أبي موسى؛ فلما قدم حَجَبه أيامًا، ثم دعا به، ودّعا ضبّة بنِ محْصن؛ ودفع إليه الكتاب، فقال: اقرأ ما كتبت، فقرأ: أخذ ستين غلامًا


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>