للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا يَوْمُ شَرٍّ شَرُّهُ لِشِرَارِهِ ... فقَدْ حَمَّلَتْك اليَوْمَ أَحْسَابَها مُضَرْ

فقال: لا حول ولا قوّة إلّا بالله. وشكا الرجل ظلَع ناقته، فقبض عمر الناقة وحمله على جمل أحمر وزوّده؛ وانصرف. ثم خرج عمر في عقب ذلك حاجًّا، فبينا هو يسير إذ لحق راكبًا يقول:

ما ساسَنا مِثلُك يَا بْنَ الخَطَّابْ ... أبَرُّ بالأقْصَى ولا بالأصحابْ

بَعْدَ النبيِّ صاحب الكتاب

فنخسه عمر بمِخصرة معه، وقال: فأين أبو بكر (١) (٤: ٢٢٠)!

٦٤٧ - حدّثني عمر، قال: حدّثنا عليّ بن محمد، عن محمد بن صالح، عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق، قال: استعمل عمر عُتْبة بن أبي سفيان على كنانة، فقدم معه بمال، فقال: ما هذا يا عتبة؟ ! قال: مال خرجت به معي وتجرت فيه، قال: وما لَكَ تخرج المال معك في هذا الوجه! فصيّره في بيت المال. فلما قام عثمان قال لأبي سفيان: إن طلبتَ ما أخذ عمر من عُتبة رددته عليه، فقال أبو سفيان: إنك إن خالفت صاحبك قبلك ساء رأي الناس فيك، إيّاك أن تردّ على من كان قبلك، فيردَّ عليك مَن بعدك (٢)! (٤: ٢٢٠).

٦٤٨ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن الربيع بن النعمان وأبي المجالد جراد بن عمرو، وأبي عثمان، وأبي حارثة، وأبي عمرو مولى إبراهيم بن طلحة، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، قالوا: إنّ هند بنة عُتبة قامت إلى عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه -، فاستقرضته من بيت المال أربعة آلاف تتّجر فيها وتضمَنها، فأقرضها، فخرجت فيها إلى بلاد كَلْب، فاشترت وباعت؛ فبلغها: أنّ أبا سفيان وعمرو بن أبي سفيان قد أتيا معاوية، فعدلت إليه من بلاد كَلْب، فأتت معاوية، وكان أبو سفيان قد طلّقها، قال: ما أقدَمِك أي أمّه؟ ! قالت: النّظر إليك أي بنيّ؛ إنه عمر؛ وإنما يعمل لله، وقد أتاك أبوك فخشيت أن تُخرج إليه من كلّ شيء؛ وأهل ذلك هو؛ فلا يعلم الناس من أين أعطيتَه فيؤنّبونك


(١) إسناده ضعيف
(٢) إسناده مرسل.

<<  <  ج: ص:  >  >>