ويؤنّبك عمر، فلا يسستقيلها أبدًا، فبعث إلى أبيه وإلى أخيه بمئة دينار، وكساهما وحملهما؛ فتعظّمها عمرو؛ فقال أبو سفيان: لا تَعظّمها، فإنّ هذا عطاء لم تغِبْ عنه هند، ومشورة قد حضرتها هند، ورجعوا جميعًا، فقال أبو سفيان لهند: أربحتِ؟ فقالت: الله أعلم، معي تجارة إلى المدينة. فلما أتت المدينة وباعت شكت الوضيعة، فقال لها عمر: لو كان مالي لتركتُه لك، ولكنه مال المسلمين، وهذه مشورة لم يَغِب عنها أبو سفيان، فبعث إليه فحبسه حتى أوفتْه، وقال لأبي سفيان: بكم أجازك معاوية؟ فقال: بمئة دينار (١). (٤: ٢٢٠/ ٢٢١).
٦٤٩ - حدّثني عمر، قال: حدّثنا علي، قال حدّثنا: أبو الوليد المكّيّ عن رجل من ولد طلحة، عن ابن عبّاس، قال: خرجت مع عمر في بعض أسفاره، فإنا لنسير ليلة، وقد دنوت منه، إذ ضرب مقدّم رحله بسوطه، وقال:
ثم قال: أستغفر الله! يا بن عباس! ما منع عليًّا من الخروج معنا؟ قلت: لا أدري، قال: يا بن عباس، أبوك عمّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأنت ابن عمه، فما منع قومكم منكم؟ قلت: لا أدري، قال: لكني أدري؛ يكرهون ولا يتكم لهم! قلت: لم، ونحن لهم كالخير؟ قال: اللهمّ غفرًا، يكرهون أن تجتمع فيكم النبوّة والخلافة، فيكون بجَحًا بجحًا، لعلكم تقولون: إن أبا بكر فعل ذلك، لا والله ولكن أبا بكر أتى أحزم ما حضره، ولو جعلها لكم ما نفعكم مع قربكم، أنشدني لشاعر الشعراء زهير قوله: