للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرعيّة! إنه مَنْ يأخذ بالعافية لمن بين ظهرانَيْه، يؤتي الله العافية من فوقه (١). (٤: ٢٢٤).

٦٥٣ - حدّثني محمد بن إسحاق، قال: حدّثنا يحيى بن معين، قال: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا عيسى بن يزيد بن دأب عن عبد الرحمن ابن أبي زيد، عن عمران بن سوادة، قال: صليت الصبح مع عمر، فقرأ: "سبحان" وسورة معها، ثم انصرف وقمت معه، فقال: أحاجة؟ قلت: حاجة، قال: فالحقْ، قال: فلحقت؛ فلما دخل أذن لي؛ فإذا هو على سرير ليس فوقه شيء، فقلت: نصيحة، فقال: مرحبًا بالناصح غدوًّا وعشيًّا؛ قلت: عابت أمتك منك أربعًا، قال: فوضع رأس دِرّته في ذقنه، ووضع أسفلها على فخذه، ثم قال: هاتِ! قلت: ذكروا: أنك حرّمت العُمْرة في أشهر الحجّ، ولم يفعل ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا أبو بكر - رضي الله عنه -؛ وهي حلال، قال: هي حلال، لو أنهم اعتمرُوا في أشهر الحجّ رأوها مجزيةً من حجِّهم؛ فكانت قائبةَ قُوبٍ عامها، فقَرع حجُّهم، وهو بَهاء من بهاء الله، وقد أصبتَ. قلت: وذكروا: أنك حرّمت مُتْعة النساء وقد كانت رُخصة من الله نستمتع بقُبْضة، ونفارق عن ثلاث. قال: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحلّها في زمان ضرورة، ثمّ رجع الناس إلى السَّعة، ثم لم أعلم أحدًا من المسلمين عمل بها ولا عاد إليها، فالآن مَنْ شاء نكح بقُبضة وفارق عن ثلاث بطلاق، وقد أصبت. قال: قلت: وأعتقتَ الأمة أن وضعتْ ذا بطنها بغير عتاقة سيّدها، قال: ألحقتُ حرمة بحرمة، وما أردت إلّا الخير، وأستغفر الله! قلت: وتشكَّوْا منك نَهْر الرعيّة، وعُنْف السيَاق. قال: فشرع الدّرّة، ثم مسحها حتى أتى على آخرها، ثم قال: أنا زميل محمد - وكان زَاملَه في غزوة قرقرة الكُدْر - فوالله إنّي لأرتِع فأشبع، وأسقي فأروِي، وأنهز اللَّفوت، وأزجر العَروض، وأذبّ قدْرِي، وأسوق خَطْوي، وأضمّ العَنود، وألحِق القَطوف، وأكثر الزّجر، وأقِلّ الضرب، وأشهِر العصا؛ وأدفع باليد؛ لولا ذلك لأغدَرت. قال: فبلغ ذلك معاوية، فقال: كان والله عالمًا برعيّتهم (٢). (٤: ٢٢٥/ ٢٢٦).

٦٥٤ - حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عُلَيّة عن ابن عون، عن


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>