للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الفرزدق:

صلَّى صهَيْبٌ ثلاثًا ثمَّ أرْسَلَها ... على ابنِ عَفَّانَ مُلْكًا غير مقصور

خلافةً من أبي بكر لصاحبِهِ ... كانوا أخِلَّاءَ مَهْدِيٍّ ومأمورِ

وكان المِسْوَر بن مخرمة يقول: ما رأيت رجلًا بذّ قومًا فيما دخلوا فيه بأشدّ مما بذّهم عبد الرحمن بن عوف (١). (٤: ٢٢٨/ ٢٢٧/ ٢٢٩/ ٢٣٠/ ٢٣١/ ٢٣٢/ ٢٣٣/ ٢٣٤).


(١) هذا إسناد مركب جمع فيه الطبري الرواية من هذه الطرق (وهي ثلاثة) فخلط رواية البعض بالبعض الآخر، أما طريق شهر بن حوشب فقد أخرجه شيخ الطبري (عمر بن شبة) في كتابه القيّم (أخبار المدينة المنورة ٦/ ٣) مختصرًا ليس فيه إلا ذكر فضل أبي عبيدة وسالم مولى أبي حذيفة وأنه لو كانا على قيد الحياة لاستخلفهما (أي عمر - رضي الله عنه -)، وهذا يعني أن النكارة الشديدة من قبل أبي مخنف أو إبراهيم النخعي ولا نظنه من قبل إبراهيم فهو وإن كان يرسل كثيرًا كما قال الحافظ فإنه غير متهم بالكذب أو الوضع والافتراء كما هو حال أبي مخنف - وإن كان إبراهيم في إسناده هنا يرسل لأنه ولد بعد الحادثة (أي وفاة عمر والشورى) بحوالي (٢٢) سنة فهو أرسل هنا أيضًا ولكننا على يقين من أن التالف الهالك أبا مخنف هو الذي افترى وقال هذه النكارات الشنيعة التي تكذبها الروايالت الصحيحة عند البخاري وغيره كما ذكرنا في قسم الصحيح فليراجع (٤/ ٢٢٧/ قصة الشورى)، وسنذكر طرفًا من غرائب وعجائب اختلقها أبو مخنف والروايات الصحيحة السند تكذبه والحمد لله على نعمة الإسناد.
١ - رواية أبي مخنف تؤكد أن عمرًا أمر صهيبًا أن يراقب مجلس الشورى المتكون من الصحابة المعروفين (عثمان، علي، طلحة، الزبير، سعد) فإن لم يتفقوا فإن عليه (أي على صهيب) أن يضرب رؤوسهم بالسيف.
وحاشا لسيدنا عمر أن يكون سيئ الأدب مع من مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنهم راضٍ (وباعتراف أمير المؤمنين عمر نفسه) والرواية الصحيحة تكذب ذلك فقد أخرج ابن سعد في طبقاته بسندٍ حسنٍ أن عمر - رضي الله عنه - أمر صهيبًا أن يضرب رأس من خالف مجلس الشورى بعد اتفاق هذا المجلس وفيه (فإذا اجتمعوا على رجل فمن خالفهم فاضربوا رأسه) (الطبقات الكبرى ٣/ ٣٤٢).
٢ - اختلق أبو مخنف كلامًا على لسان سيدنا علي - رضي الله عنه - وهو أنه اتهم عبد الرحمن بالتحيز إلن جانب عثمان بعد أن اتهمه عمه العباس بأنه قد تخلى عن أعوانه وأبنائه من آل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وضعف أمام عثمان. وحاشا لعلي أن يقول مثل هذا وحاشا لابن عوف ألا يعدل، ولم نجد رواية صحيحة تثبت ما قاله أبو مخنف علمًا بأن عبد الرحمن كان أقرب إلى علي بناحية الرابطة العشائرية وما إلى ذلك من عثمان فعبد الرحمن زهري وهم أخوال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمن أقرب لمن؟

<<  <  ج: ص:  >  >>