للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن ملَك الموت كان يأتي الناس عِيانًا حتى أتى موسى فلطمه ففقأ عينه، قال: فرجع فقال: يا ربِّ أن عبدك موسى فقأ عيني، ولولا كرامتَه عليك لشققت عليه، فقال: ائت عبدي موسى، فقل له: فليضعْ كفه على متن ثور، فله بكلّ شعرة وارت يدُه سنة؟ وخيَّره بين ذلك وبين أن يموت الآن، قال: فأتاه فخيَّره، فقال له موسى: فما بعد ذلك؟ قال: الموت، قال: فالآن إذًا، قال: فشمَّه شمة قبض روحه. قال: فجاء بعد ذلك إلى الناس خُفية" (١). (١: ٤٣٤).


(١) هذا إسناد حسن صحيح وحماد ثقة إلَّا أن له أوهامًا وهو أعلم الناس بحديث ثابت وحميد الطويل تجنبه البخاري وقال الحاكم: ما خرَّج مسلم لحماد بن سلمة في الأصول إلَّا من حديثه عن ثابت وقد خرَّج له في الشواهد عن طائفة (وانظر ميزان الاعتدال، ترجمة ٢٢٥١). قلنا: ولعلَّ ما في الحديث من غرابة من أوهام حماد ونعني بذلك عبارة (كان ملك الموت يأتي الناس عيانًا) وإلا فبقية الحديث صحيح أخرجه البخاري عن أبي هريرة (ح ٣٤٠٧) ولفظه: (أرسل ملك الموت إلى موسى - عليه السلام -، فلما جاءه صكه، فرجع إلى ربه فقال: أرسلتني إلى عبدٍ لا يريد الموت قال: ارجع إليه فقل له يضع يده على متن ثور فله بما غطى يده بكل شعرة سنة. قال أي رب ثم ماذا؟ قال: ثم الموت قال فالآن. قال فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة.
قال أبو هريرة رضي الله عنه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لو كنت ثمَّ لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر" قال: وأخبرنا معمر عن همام حدثنا أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر تعليقًا على هذه الرواية قوله (قال وأخبرنا معمر عن همام ... إلخ) هو موصول بالإسناد المذكور، ووهم من قال إنه معلق فقد أخرجه أحمد عن عبد الرزاق عن معمر، ومسلم عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق كذلك (فتح الباري ٧/ ١٠٤).
قلنا: وأما حديث أحمد فهو في مسند أبي هريرة (ح ١٠٩٠٤) وقال الشيخ أرناؤوط: رجاله رجال الصحيح وفي أوله نكارة وهي قوله (كان ملك الموت يأتي الناس عيانًا) وهذه اللفظة تفرد بها عمار بن أبي عمار وعنه حماد بن سلمة ولكل منهما بعض المناكير. اهـ.
قلنا: وأما حديث عبد الرزاق مرفوعًا، فهو كذلك من حديث أبي هريرة (ح ٢٠٥٣٠) وأما مسلم فقد رواه موقوفًا (١٥٧ / ح ٢٣٧٢) مرفوعًا والحديث أخرجه الحاكم وصححه على شرط مسلم (المستدرك ٢/ ٥٧٨) وأخرجه أحمد (ح ٨١٧٢) من طريق همام عن أبي هريرة مرفوعًا وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد مرفوعًا كما عند الطبري (كان ملك الموت يأتي الناس عيانًا ... الحديث وفي آخره فكان يأتي الناس خفية).
وقال الهيثمي: في الصحيح طرف منه رواه أحمد والبزار ورجاله رجال الصحيح / مجمع الزوائد (٨/ ٢٠٤ / ح ١٣٧٨٣). =

<<  <  ج: ص:  >  >>