للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما كلَّم الله موسى طمع في رؤيته، فسأل ربه أن ينظر إليه، فقال له: إنَّكَ {لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ} إلى قوله: {وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ}.

ثم قال الله لموسى: {قَال يَامُوسَى إِنِّي اصْطَفَيتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيتُكَ} إلى قوله: {سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ}. وقال له: {وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَامُوسَى} إلى قوله: {فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا}، ومعه عهد الله في ألواحه.

ولما انتهى موسى إلى قومه فرأى ما هم فيه من عبادة العجل ألقى الألواح من يده، وكانت - فيما يذكرون - من زبرجد أخضر، ثم أخذ برأس أخيه ولحيته ويقول: {مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيتَهُمْ ضَلُّوا (٩٢) أَلَّا تَتَّبِعَنِ} إلى قوله: {وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي}. فقال: {ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}، فارعوى موسى وقال: {قَال رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}.

وأقبل على قومه فقال: {يَاقَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا} إلى قوله {عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ}. وأقبل على السامريّ فقال: {قَال فَمَا خَطْبُكَ يَاسَامِرِيُّ (٩٥) قَال بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ} إلى قوله: {وَسِعَ كُلَّ شَيءٍ عِلْمًا}. ثم أخذ الألواح، يقول الله: {أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} (١). (١: ٤٢٦/ ٤٢٧).

حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا مصعب بن المقدام، عن حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، مولى بني هاشم، عن أبي هريرة، قال: قال


= يُسمَّ فالحديث غير قوي ومع ذلك فليحرر (حاشية فتح القدير ٢/ ٢٩٩).
قلنا: وما ذهب إليه الترمذي والحاكم وغيرهما من المتقدمين ثم الألباني وأرناؤوط من المعاصرين هو الأرجح ... وحماد لم ينفرد بهذا الحديث فقد أخرج نحوه ابن أبي عاصم (٤٨٢) من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس وابن منده من طريق أحمد محمد الصيد عن سعيد بن عامر عن ثابت عن أنس وقال غريب من حديث شعبة (الرد على الجهمية / ٥٩).
قلنا: وفي إسناده أحمد الصيد مجهول الحال فهذان طريقان يضاف إليهما طريق الأعمش الضعيف فهي طرق تتعاضد جميعًا ليرتفع الحديث إلى الحسن إن شاء الله والله تعالى أعلم.
(١) صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>