للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَامُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَال إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (١٣٨) إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٣٩) قَال أَغَيرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالمِينَ} وواعد الله موسى حين أهلك فرعون وقومَه ونجاه وقومَه ثلاثين ليلة (١). (١: ٤٢١).


(١) صحيح.
لقد ذكرنا الرواية (١/ ٤٢٣ / ق ٦٧٧) في قسم الضعيف فإسناده لا يستقيم وفي متنه نكارة وهو خبر طويل يتضمن تفسير بعض الآيات في قصة موسى - عليه السلام - إلَّا أن جزءًا منه يسيرًا (في بداية الخبر) من مكان الحسن - وقد أخرجه الطبري موقوفًا على ابن عباس أنه قال: (تجلى منه مثل طرف الخنصر فجعل الجبل دكا وخر موسى صعقا).
فقد أخرج الترمذي من طريق عبد الله بن عبد الرحمن أخبرنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ هذه الآية: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا}.
قال حماد هكذا وأمسك سليمان بطرف إبهامه على أنملة إصبعه اليمنى، قال: فساخ الجبل {وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا} قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب صحيح لا نعرفه إلَّا من حديث حماد بن سلمة حدثنا عبد الوهاب الوراق البغدادي، حدثنا معاذ عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه، هذا حديث حسن. اهـ. (سنن الترمذي / كتاب تفسير القرآن / ح ٣٥٧٤).
وأخرجه الحاكم من طريقين عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس مرفوعًا وفيه قال حماد هكذا ووضع الإبهام على مفصل الخنصر الأيمن قال فقال حميد لثابت: تحدَّث بمثل هذا قال: فضرب ثابت صدر حميد ضربة بيده وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحدث به وأنا لا أحدث به.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم (المستدرك ٢/ ٣٢٥) والحديث أخرجه الطبري في تفسيره (ح ١٥٠٧٨) و (ح ١٥٥٨٨) وأخرجه أحمد من طريق معاذ بن معاذ العنبري قال: حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن أنس مرفوعًا (المسند ح ١٢٢٦٠).
قلنا: وإسناده حسن صحيح. وقال العلامة أرناؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم ورجاله ثقات رجال الشيخين غير حماد بن سلمة فمن رجال مسلم. اهـ.
والحديث ذكره ابن الجوزي في الموضوعات (١/ ١٢٢) وأما ابن عدي (٦١/ ٤٣٥) فقد عده من غرائب حماد بن سلمة، وأما من المعاصرين فقد صححه العلامة أرناؤوط كما ترى وكذلك صححه المحدث الألباني (كما في صحيح سنن الترمذي) وأما الشيخ عبد الرزاق المهدي فضعفه وقال: ومع ذلك ذكره الألباني في صحيح الترمذي جريًا منه على ظاهر الإسناد والذي أراه أنه معلول لكن لا يتهيأ الحكم عليه بالوضع. وقد ورد من وجه آخر أخرجه الطبري (١٥٠٩٦). عن الأعمش عن رجل عن أنس وهذا إسناد ضعيف فيه راوٍ لم =

<<  <  ج: ص:  >  >>