للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاخر. فلما انتهى به البريد إليه أمره بإمساكه، ودعا: الصلاة جامعة، فاجتمعوا، فصلّى بهم ركعتين، وقال: إنه لا خير في أمر أبرِم عن غير شورى من أموري؛ قولوا في هديّة أهدتها أم كلثوم لامرأة ملك الروم؛ فأهدت لها امرأة ملك الروم، فقال قائلون: هو لها بالذي لها, وليست امرأة الملك بذمّة، فتصانِع به، ولا تحت يدك فتتّقيك.

وقال آخرون: قد كنّا نُهدي الثياب لنستثيب، ونبعث بها لتباع، ولنصيب ثمنًا. فقال: ولكنّ الرسول رسول المسلمين، والبريد بريدهم، والمسلمون عظّموها في صدرها. فأمر بردّها إلى بيت المال، وردّ عليها بقدر نَفَقتها (١). (٤: ٢٥٩/ ٢٦٠).

٦٩٣ - وكتب إليّ السريّ، عن شعيب، عن سيف، عن أبي حارثة وأبي عثمان، قالا: قيل لتلك المرأة التي استثارت الرّوم على عبد الله بن قيس: كيف عرفتِه؟ قالت: كان كالتاجر، فلمّا سألته أعطاني كالملك؛ فعرفت: أنه عبد الله بن قيس (٢). (٤: ٢٦١).

وكتب إلى معاوية والعمّال: أمّا بعد، فقدموا على ما فارقتم عليه عمر، ولا تبدّلوا، ومهما أشكل عليكم؛ فردّوه إلينا نجمع عليه الأمة، ثمّ نردّه عليكم؛ وإيّاكم أن تغيِّروا، فإنّي لست قابلًا منكم إلا ما كان عمر يقبل. وقد كانت تنتقض فيما بين صُلح عمر، وولاية عثمان تلك الناحية، فيبعث إليها الرجل، فيفتحها الله على يديه، فيُحسب له ذلك؛ وأما الفتوح فلأوّل مَن وليَها. (٤: ٢٦١/ ٢٦٢).

قال أبو جعفر: ولما غزا معاوية قبرُس؛ صالح أهلها - فيما حدّثني عليّ بن سهل، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: أخبرني سُليمان بن أبي كريمة والليث بن سعد وغيرهما من مشيخة ساحل دمشق: أنّ صلح قبرس وقَع على جزية سبعة آلاف دينار يؤدّونها إلى المسلمين في كلّ سنة، ويؤدُّون إلى الروم مثلها, ليس للمسلمين أن يحولوا بينهم وبين ذلك، على ألّا يغزوهم ولا يقاتلوا


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>