للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الواقديّ: غزوة الصواري والأساودة كلتاهما كانتا في سنة إحدى وثلاثين.

ذكر الخبر عن هاتين الغزوتين:

٧٣٤ - ذكر الواقديّ: أن محمد بن صالح حدّثه، عن عاصم بن عمر بن قتادة، أنّ أهل الشأم خرجوا؛ عليهم معاوية بن أبي سفيان، وكانت الشأم قد جُمع جمعها لمعاوية بن أبي سفيان.

رجع الحديث إلى حديث الواقديّ عن خبر الغزوتين اللَّتين ذكرتهما: إنّ أهل الشام خرجوا، عليهم معاوية بن أبي سفيان؛ وعلى أهل البَحْر عبد الله بن سعد بن أبي سَرْح. وقال: وخرج عامئذ قسطنطين بن هِرَقل لما أصاب المسلمون منهم بإفريقية، فخرجوا في جَمْعٍ لم يجتمع للرّوم مثله قطّ منذ كان الإسلام، فخرجوا في خمسمئة مركَب؛ فالتقوْا هم وعبد الله بن سعد، فأمّن بعضهم بعضًا حتى قرنوا بين سفن المسلمين وأهل الشرك بين صواريها (١). (٤: ٢٨٨/ ٢٩٠).

ذكر السبب في جمعها له:

٧٣٥ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن عبد الملك والربيع وأبي مجالد وأبي عثمان وأبي حارثة، قالوا: لما حُضر أبو عبيدة استخلَف على عمله عياض بن غَنْم - وهو خاله، وابن عمّه - وقد كان وليَ بالجزيرة عملًا، فعزله عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -؛ فلحق بأبي عبيدة بالشأم، وكان معه، وكان جوادًا مشهورًا بالجود، لا يَلِيق شيئًا، ولا يمنع أحدًا. فكلِّم عمر في ذلك، فقيل له: عزلت خالدًا وعتبتَ عليه العطاء، وعياض أجود العرب وأعطاهم، لا يمنع شيئًا يُسأله, فقال عمر: متى سِيمَه عياض في ماله حتى يخلص إلى ما لنا! وإني مع ذلك لم أكن مغيِّرًا أمرًا قضاه أبو عبيدة. ومات عياض بن غَنْم بعد أبي عبيدة، فأمّر عمر على عمله سعيد بن حذيم الجُمَحي،


= كانت غزوة ذات الصواري في البحر من ناحية الإسكندرية وأميرها ابن أبي سرح (تأريخ الخلفاء الراشدين/ ٤٢٠) أما تلميذه ابن كثير فقد ذكر الغزوة صمن أحداث سنة (٣١ هـ) تبعًا للطبري والله تعالى أعلم.
(١) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>