للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأحنف: "نعبد الله" (١). (٤: ٣٠٩/ ٣١٠/ ٣١١).

٧٦٨ - قال عليّ: أخبرنا مصعَب بن حيّان عن أخيه مقاتل بن حيّان، قال: صالح ابنُ عامر أهلَ مَرْو، وبعث الأحنف في أربعة آلاف إلى طُخارِستان فأقبل حتى نزل موضع قصر الأحنف من مَرْو روذ، وجمع له أهل طُخَارِستان، وأهل الجوزَجان، والطالَقان، والفارياب؛ فكانوا ثلاثة زحوف، ثلاثين ألفًا. وأتى الأحنفَ خبرُهم، وما جمعوا له، فاستشار الناس، فاختلفوا؛ فبين قائل: نرجع إلى مرْو، وقائل: نرجع إلى أبْرَشهر، وقائلٍ: نقيم نستمدّ، وقائل: نلقاهم فنناجزهم.

قال: فلما أمسى الأحنف خرج يمشي في العسكر، ويستمع حديثَ الناس، فمرّ بأهل خباء، ورجل يوقد تحت خزيرة، أو يعجن؛ وهم يتحدَّثون، ويذكرون العدوّ؛ فقال بعضهم: الرأي للأمير أن يسير إذا أصبح؛ حتى يلقى القوم حيث لقيَهم - فإنه أرعب لهم - فيناجزهم، فقال صاحبُ الخزيرة، أو العجين: إن فعل ذلك فقد أخطأ وأخطأتم؛ أتأمرونه أن يلقى حدّ العدوّ مصحرًا في بلادهم، فيلقى جمعًا كثيرًا بعدد قليل، فإن جالوا جولة اصطلمونا! ولكنّ الرأي له أن ينزل بين المَرغاب، والجبل، فيجعل المَرغاب عن يمينه، والجبل عن يساره، فلا يلقاه من عدوّه - وإن كثروا - إلا عدد أصحابه. فرجع الأحنف وقد اعتقد ما قال؛ فضرب عسكره، وأقام فأرسل إليه أهل مَرْو يعرضون عليه أن يقاتلوا معه؛ فقال: إنّي أكره أن أستنصر بالمشركين؛ فأقيموا على ما أعطيناكم؛ وجعلنا بيننا وبينكم؛ فإن ظفرنا؛ فنحن على ما جعلنا لكم؛ وإن ظفروا بنا وقاتلوكم فقاتلوا عن أنفسكم.

قال: فوافق المسلمين صلاةُ العصر؛ فعاجلهم المشركون فناهضوهم فقاتلوهم؛ وصبر الفريقان حتى أمسَوْا؛ والأحنف يتمثّل بشعر ابن جُؤيّة الأعرجيّ:

أحَقُّ من لم يَكْرَهِ المَنِيَّهْ ... حزورٌ ليست له ذُرِّيهْ (٢)

(٤: ٣١١/ ٣١٢).


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>