للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على عثمان لامه على إحرامه من خُراسان، وقال: ليتك تضبط ذلك من الوقت الذي يحرِم منه الناس! (١) (٤: ٣١٤).

٧٧٥ - قال عليّ: أخبرنا مسلَمة عن السّكن بن قُتادة العُرينيّ، قال: استخلف ابنُ عامر على خُراسان قيسَ بن الهيثم، وخرج ابنُ عامر منها في سنة اثنتين وثلاثين. قال: فجمع قارن جمعًا كثيرًا من ناحية الطَّبَسين، وأهل باذَغيس، وهَراة، وقُهستان، فأقبل في أربعين ألفًا، فقال لعبد الله بن خازم: ما ترى؟ قال: أرى أن تُخلِّيَ البلاد فإني أميرها؛ ومعي عهدٌ من ابن عامر؛ إذا كانت حرب بخُراسان فأنا أميرها - وأخرج كتابًا قد افتعله محمدًا - فكره قيس مشاغبَته، وخلّاه والبلاد؛ وأقبل إلى ابن عامر، فلامه ابن عامر، وقال: تركتَ البلاد حربًا وأقبلت! قال: جاءني بعهد منك. فقالت له أمّه: قد نهيتك أن تَدَعهما في بلد، فإنه يشغَب عليه.

قال: فسار ابنُ خازم إلى قارن في أربعة آلاف: وأمر الناس فحملوا الودَك؛ فلما قرب من عسكره أمرَ الناس، فقال: ليدرجْ كلُّ رجل منكم على زُجّ رمحه ما كان معه من خِرْقة، أو قطن، أو صوف؛ ثم أوسعوه من الوَدَك من سمن، أو دهن، أو زيت، أو إهالة. ثم سار حتى إذا أمسى؛ قدّم مقدّمته ستمئة، ثم اتّبعهم، وأمر الناس فأشعلوا النيران في أطراف الرّماح، وجعل يقتبس بعضهم من بعض. قال: وانتهت مقدّمته إلى عسكر قارن، فأتوهم نصفَ الليل؛ ولهم حرس، فناوشوهم، وهاج الناس على دَهش، وكانوا آمنين في أنفسهم من البيات، ودنا ابنُ خازم منهم، فرأوا النيران يمنة ويسرة، وتتقدّم وتتأخّر، وتنخفض وترتفع؛ فلا يروْن أحدًا. فهالهم ذلك، ومقدّمة ابن خازم يقاتلونهم؛ ثم غشيَهم ابنُ خازم بالمسلمين، فقتل قارن، وانهزم العدوّ، فأتبعوهم يقتلونهم كيف شاؤوا، وأصابوا سبيًا كثيرًا؛ فزعم شيخ من بني تميم، قال: كانت أمّ الصلت بن حُريث من سَبْي قَارن، وأمّ زياد بن الربيع منهم، وأمّ عون أبي عبد الله بن عون الفقيه منهم (٢). (٤: ٣١٤/ ٣١٥).


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف جدًّا.

<<  <  ج: ص:  >  >>