للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعمالهم، وأمَرَهم بالتضييق على مَن قبلهم، وأمرهم بتجمير الناس في البُعوث، وعزم على تحريم أعطياتهم ليطيعوه، ويحتاجوا إليه، وردّ سعيد بن العاص أميرًا على الكُوفة، فخرج أهلُ الكوفة عليه بالسلاح، فتلقَّوْه فَردّوه، وقالوا: لا والله لا يلي علينا حُكْمًا ما حملْنا سيوفَنا (١). (٤: ٣٣٤/ ٣٣٥).

٧٩٠ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن يحيى بن مسلم، عن واقد بن عبد الله، عن عبد الله بن عُمير الأشجَعيّ، قالط: قام في المسجد في الفتنة فقال: أيّها الناس! اسكُتوا، فإنّي سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من خرج وعلى الناس إمام - واللهِ ما قال: عادل - ليَشُقّ عصاهم، ويفرّق جماعتَهم، فاقتلوه كائنًا مَن كان" (٢). (٤: ٣٣٦).

٧٩١ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد، وطلحة، قالا: لما استَعْوى يزيد بن قيس الناسَ على سعيد بن العاص، خرج منه ذِكْرٌ لعثمان، فأقبَلَ إليه القَعْقاع بنُ عمرو حتى أخذه، فقال: ما تُريد؟ ألك علينا في أن نَستعفي سبيل؟ قال: لا، فهل إلَّا ذلك؟ قال: لا، قال: فاستعفِ. واستَجلَبَ يزيد أصحابَه من حيث كانوا، فردّوا سعيدًا، وطلبوا أبا موسى، فكتب إليهم عثمان:

بسم الله الرحمن الرحيم

أمّا بعد: فقد أمَّرتُ عليكم من اخترتم، وأعفَيْتكم من سعيد، والله لأفْرُشنَّكم عرْضي، ولأبذُلنّ لكم صبري، ولأستصلحنَّكم بجهدي، فلا تَدَعوا شيئًا أحببتموه لا يُعصَى الله فيه إلَّا سألتموه، ولا شيئًا كرهتموه لا يُعصى الله فيه إلَّا استعفيتم منه، أنزل فيه عند ما أحبجتم، حتى لا يكون لكم عليّ حجّة.

وكتب بمثل ذلك في الأمصار، فقدمت إمارة أبي موسى وغزو حُذيفة. وتأمّر


(١) في إسناده مجاهيل الحال، وفي متنه نكارة شديدة وطعن في عدالة الصحابي الجليل عمرو بن العاص وأنه طلب من عثمان أن يعتزل، ولم يثبت ذلك بسند صحيح لا عنه ولا عن غيره من الصحابة والله تعالى أعلم.
(٢) إسناده ضعيف وأصله صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>