للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دون الناس، وذكّرهم بلاءه عندهم، وصنيعه إليهم، فإن كان عندكم غياث فالعجَل العجَل؛ فإن القوم مُعاجليَّ.

فلما قرئ كتابه عليهم قام يزيد بن أسد بن كُرْز البَجَليّ ثم القسْريّ؛ فحمِد الله وأثنى عليه، ثم ذكر عثمان، فعظّم حقه، وحضَّهم على نصره، وأمرهم بالمسير إليه. فتابعه ناس كثير، وساروا معه حتى إذا كانوا بوادِي القُرى، بلغهم قتلُ عثمان رضي الله عنه، فرجعوا.

وكتب عثمان إلى عبد الله بن عامر؛ أن اندُب إليّ أهلَ البصرة (نسخة كتابه إلى أهل الشأم).

فجمع عبد الله بن عامر الناس؛ فقرأ كتابه عليهم؛ فقامت خطباء من أهل البصرة يحضونه على نصر عثمان والمسير إليه، فيهم مجاشع بن مسعود السُّلمي؛ وكان أوّلَ من تكلّم، وهو يومئذ سيّد قيس بالبصرة. وقام أيضًا قيس بن الهيثم السُّلَميّ، فخطب وحضّ الناس على نصر عثمان، فسارع الناس إلى ذلك؛ فاستعمل عليهم عبدُ الله بن عامر مجاشعَ بن مسعود فسار بهم؛ حتى إذا نزل الناس الرَّبَذة، ونزلت مقدّمته عند صِرار - ناحية من المدينة - أتاهم قتلُ عثمان (١). (٤: ٣٦٨/ ٣٦٩).

٨١١ - حدّثني جعفر، قال: حدّثنا عمرو وعليّ، قالا: حدّثنا حسين، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق بن يسار المدني، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال: كتب أهلُ مصر بالسُّقيا - أو بذي خُشُب - إلى عثمان بكتاب؛ فجاء به رجل منهم حتى دخل به عليه، فلم يردّ عليه شيئًا، فأمر به فأخرج من الدار؛ وكان أهلُ مصر الذين ساروا إلى عثمان ستمئة رجل على أربعة ألوية لها رؤوس أربعة، مع كلّ رجل منهم لواء، وكان جِماع أمرهم جميعًا إلى عمرو بن بُدَيل بن ورقاء الخُزاعيّ - وكان من أصحاب النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وإلى عبد الرحمن بن عُدَيس التُّجيبيّ، فكان فيما كتبوا إليه: بسم الله الرحمن الرحيم؛ أَمَّا بعد، فاعلم أنّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم، فالله الله! ثم الله


(١) في إسناده مجهولان كما مضى ومتهم بالكذب وهو الكلبي، وفي متنه نكارات، والروايات الصحيحة التي ذكرنا في قسم الصحيح تكذب هذه الأخبار المنكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>