للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طُعِنهما يومئذ يوم الدار - قال: بعثني عثمان، فدعوت له الأشتر، فجاء - قال ابن عون: فأظنّه قال: فطرحت لأمير المؤمنين وسادة وله وسادة - فقال: يا أشتر! ما يريد الناس مني؟ قال: ثلاثًا ليس من إحداهن بدٌّ؛ قال: ما هنَّ؟ قال: يخيّرونك بين أن تخلع لهم أمرَهم فتقول: هذا أمرُكم فاختاروا له مَنْ شئتم، وبين أن تُقِصَّ من نفسك؛ فإن أبيت هاتيْن فإنّ القوم قاتلوك. فقال: أما من إحداهن بدٌّ؟ ! قال: ما من إحداهنّ بدٌّ، فقال: أمّا أن أخلع لهم أمرهم فما كنت لأخلع سربالًا سربلَنيه الله عزّ وجلّ - قال: وقال غيرُه: والله لأن أقدَّم فتضرَب عنقي أحبُّ إليّ من أن أخلَع قميصًا قمّصَنيه الله، وأترك أمّة محمد - صلى الله عليه وسلم - يعدُو بعضها على بعض. قال ابن عون: وهذا أشبه بكلامه - وأمّا أن أقِصّ من نفسي؛ فو الله لقد علمت أن صاحبيّ بين يديّ قد كانا يعاقِبان، وما يقوم بدني بالقصاص، وأما أن تقتلوني، فو الله لئن قتلتموني لا تتحاتون بعدي أبدًا، ولا تصلّون جميعًا بعدي أبدًا، ولا تقاتلون بعدي عدوًّا جميعًا أبدًا! قال: فقام الأشتر فانطلق؛ فمكثنا أيامًا. قال: ثم جاء رُوَيجل كأنه ذئب، فاطّلع من باب، ثم رجع وجاء محمد بن أبي بكر وثلاثة عشر حتى انتهى إلى عثمان، فأخذ بلحيته، فقال بها حتى سمعت وَقْع أضراسه، وقال: ما أغنى عنك معاوية، ما أغنى عنك ابن عامر، ما أغنت عنك كتبك! قال: أرسل لحيتي يا بنَ أخي، أرسل لحيتي! قال: وأنا رأيتُه استعدى رجلًا من القوم بعينه، فقام إليه بمِشْقَص حتى وجأ به في رأسه. قلت: ثم مه؛ قال: تغاووْا عليه حتى قتلوه (١). (٤: ٣٧١/ ٣٧٢).

٨١٣ - وذكر الواقديّ: أنّ يحيى بن عبد العزيز حدّثه عن جعفر بن محمود، عن محمد بن مسلمة، قال: خرجتُ في نفر من قومي إلى المصريين؛ وكان رؤساؤهم أربعة: عبد الرحمن بن عُدَيس البلَويّ، وسودان بن حُمران المراديّ، وعمرو بن الحَمِق الخزاعيّ - وقد كان هذا الاسم غلَب حتى كان يقال: حَبيس بن الحمق - وابن النِّباع. قال: فدخلت عليهم وهم في خِباء لهم أربعتهم، ورأيت الناس لهم تبعًا، قال: فعظّمت حقّ عثمان وما في رقابهم من البيعة، وخوَّفتهم بالفتنة، وأعلمتهم أنّ في قتله اختلافًا وأمرًا عظيمًا؛ فلا تكونوا أوّل من فتحه، وأنه ينزع عن هذه الخصال التي نَقَمتم منها عليه، وأنا ضامن لذلك. قال القوم:


(١) في إسناده وثاب مجهول الحال.

<<  <  ج: ص:  >  >>