للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن أبي الخير، قال: لما خرج المصريّون إلى عثمان رضي الله عنه؛ بعث عبد الله بن سعد رسولًا أسرع السير يعلم عثمان بمخرجهم، ويخبره أنهم يُظهرون: أنهم يريدون العمرة. فقدم الرّسول على عثمان بن عفان، يخبرهم فتكلم عثمان، وبعث إلى أهل مكة يحذّر مَن هناك هؤلاء المصريين، ويخبِّرهم أنهم قد طعنوا على إمامهم. ثمّ إن عبد الله بن سعد خرج إلى عثمان في آثار المصريين - وقد كان كتب إليه يستأذنه في القدوم عليه، فأذن له - فقدم ابن سعد؛ حتى إذا كان بأيْلة بلغه أنّ المصريين قد رجعوا إلى عثمان، وأنهم قد حصروه، ومحمد بن أبي حُذيفة بمصر؛ فلما بلغ محمدًا حَصرُ عثمان وخروجُ عبد الله بن سعد عنه غلب على مصر، فاستجابوا له، فأقبل عبد الله بن سعد يريد مصر، فمنعه ابنُ أبي حُذيفة، فوجّه إلى فلسطين، فأقام بها حتى قُتِل عثمان رضي الله عنه، وأقبل المصريون حتى نزلوا بالأسواف، فحصروا عثمان، وقدم حُكَيم بن جبلة من البصرة في ركب، وقدم الأشتر في أهل الكوفة، فتوافَوْا بالمدينة، فاعتزل الأشتر؛ فاعتزل حُكَيم بن جبلة، وكان ابن عُديس وأصحابه هم الذين يحصرون عثمان، فكانوا خمسمئة، فأقاموا على حصاره تسعة وأربعين يومًا، حتى قُتل يوم الجمعة لثماني عشرة ليلة مضت من ذي الحجّة سنة خمس وثلاثين (١). (٤: ٣٧٧/ ٣٧٨).

٨١٦ - قال محمد: وحدّثني إبراهيم بن سالم، عن أبيه، عن بُسر بن سعيد، قال: وحدّثني عبد الله بن عيّاش بن أبي ربيعة، قال: دخلتُ على عثمان رضي الله عنه، فتحدثتُ عنده ساعة، فقال: يا بن عياش، تعال فأخذ بيدي، فأسمعني كلامَ مَنْ على باب عثمان، فسمعنا كلامًا؛ منهم من يقول: ما تنتظرون به؟ ومنهم من يقول: انظروا عسى أن يراجع، فبينا أنا وهو واقفان، إذ مرّ طلحة بن عبيد الله؛ فوقف فقال: أين ابن عُديس؛ فقيل: ها هو ذا، قال: فجاءه ابن عُدَيس، فناجاه بشيء، ثم رجع ابن عُدَيس فقال لأصحابه: لا تتركوا أحدًا يدخل على هذا الرجل؛ ولا يخرج من عنده. قال: فقال لي عثمان: هذا ما أمر به طلحة بن عبيد الله. ثم قال عثمان: اللهمّ اكفني طلحةَ بن عبيد الله، فإنه حمل عليّ هؤلاء وألَّبهم؛ والله إني لأرجو أن يكون منها صفرًا، وأن يُسفَك دمه، إنه


(١) الخبر إلى الواقدي منقطع والواقدي متروك.

<<  <  ج: ص:  >  >>