للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انتهك مني ما لا يحل له، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يحلّ دم امرئ مسلم إلَّا في إحدى ثلاث: رجل كفر بعد إسلامه فيقتل، أو رجل زنى بعد إحصانه فيرجَم، أو رجل قتل نفسًا بغير نفس"، ففيم أقتل! قال: ثم رجع عثمان. قال ابن عياش: فأردت أن أخرج فمنعوني حتى مرّ بي محمد بن أبي بكر، فقال: خلّوه، فخلّوني (١). (٤: ٣٧٨/ ٣٧٩).

٨١٧ - قال محمد: حدثني يعقوب بن عبد الله الأشعريّ عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزَى، عن أبيه، قال: رأيتُ اليوم الذي دُخل فيه على عثمان، فدخلوا من دار عمرو بن حزم خَوخة هناك حتى دخلوا الدار، فناوشوهم شيئًا من مناوشة، ودخلوا، فوالله ما نسينا أن خرج سُودان بن حمران، فأسمعه يقول: أين طلحة بن عبيد الله؟ قد قتلْنا ابن عفان! (٢).

٨١٨ - قال محمد بن عمر: وحدّثني شُرَحبيل بن أبي عون عن أبيه، عن أبي حفصة اليمانيّ، قال: كنت لرجل من أهل البادية من العرب، فأعجبته - يعني: مروان - فاشتراني، واشترى امرأتي، وولدي، فأعتقنا جميعًا؛ وكنت أكون معه، فلما حُصر عثمان رضي الله عنه، شمّرتْ معه بنو أمية، ودخل معه مرْوان الدار. قال: فكنتُ معه في الدار، قال: فأنا والله أنشبت القتال بين الناس؛ رميت من فوق الدار رجلًا من أسلَم فقتلته؛ وهو نيار الأسلميّ، فنشب القتال، ثم نزلت، فاقتتل الناس على الباب، وقاتل مروان حتى سقط فاحتملته، فأدخلته بيت عجوز، وأغلقت عليه، وألقى الناس النيران في أبواب دار عثمان، فاحتردا بعضها، فقال عثمان: ما احترق الباب إلَّا لما هو أعظم منه، لا يحرّكنّ رجل منكم يده؛ فوالله لو كنت أقصاكم لتخطَّوكم حتى يقتلوني، ولو كنت أدناكم ما جاوزوني إلى غيري، هاني لصابر كما عهد إليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لأُصرعنّ مصرعي الذي كتب الله عزّ وجلّ. فقال مروان: والله لا تقتَل وأنا أسمع الصوت، ثم خرج بالسيف على الباب يتمثّل بهذا الشعر:

قد عَلِمَتْ ذاتُ القُرونِ المِيلِ ... والكَفِّ والأنامِلِ الطُّفولِ


(١) الإسناد إلى الواقدي منقطع، والواقدي متروك.
(٢) الواقدي متروك.

<<  <  ج: ص:  >  >>