للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنِّي أَرُوعُ أوَّلَ الرَّعيل ... بفارِهٍ مِثْلِ قَطَا الشَّليلِ (١)

(٤: ٣٧٩/ ٣٨٠).

٨١٩ - قال محمد: وحدّثني عبد الله بن الحارث بن الفضيل عن أبيه، عن أبي حفصة، قال: لما كان يوم الخميس دلّيت حجرًا من فوق الدار، فقتلت رجلًا من أسلم يقال له: نِيار، فأرسلوا إلى عثمان: أن أمكنّا من قاتله. قال: والله ما أعرف له قاتلًا، فباتوا ينحرفون علينا ليلة الجمعة بمثل النيران، فلما أصبحوا غدوا، فأوّل من طلع علينا كنانة بن عتّاب، في يده شعلة من نار على ظهر سطوحنا، قد فتح له من دار آل حزم، ثم دخلت الشُّعَل على أثره تُنضح بالنِّفْط؛ فقاتلناهم ساعة على الخشب، وقد اضطرم الخشب، فأسمع عثمان يقول لأصحابه: ما بعد الحريق شيء! قد احترق الخشب، واحترقت الأبواب، ومَن كانت لي عليه طاعة فليمسك دارَه؛ فإنما يريدني القوم، وسيندمون على قتلي؛ والله لو تركوني؛ لظننت أني لا أحبّ الحياة؛ ولقد تغيّرت حالي، وسقط أسناني، ورقّ عظمي.

قال: ثم قال لمروان: اجلس فلا تخرج، فعصاه مروان، فقال: والله لا تُقتل، ولا يُخلص إليك، وأنا أسمع الصوت، ثم خرج إلى الناس. فقلت: ما لمولاي مُترّك! فخرجت معه أذبّ عنه، ونحن قليل، فأسمع مروان يتمثّل:

قد علمتْ ذاتُ القرون المِيلِ ... والكف والأنامِل الطُّفُولِ

ثم صاح: مَنْ يبارز؟ وقد رفع أسفل درعه؛ فجعله في منطقته. قال: فيثب إليه ابن النِّبَاع فضربه ضربة على رقبته من خلْفه فأثبته؛ حتى سقط، فما ينبض منه عرق، فأدخلتُه بيتَ فاطمة بنة أوْس جدّة إبراهيم بن العَدِيّ. قال: فكان عبد الملك وبنو أميّة يعرفون ذلك لآل العَديَّ (٢). (٤: ٣٨٠/ ٣٨١).

٨٢٠ - حدّثني أحمد بن عثمان بن حكيم، قال: حدّثنا عبدُ الرحمن بن شريك، قال: حدّثني أبي عن محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة بن الأخنس، عن ابن الحارث بن أبي بكر، عن أبيه أبي بكر بن الحارث بن هشام،


(١) الواقدي متروك.
(٢) الواقدي متروك.

<<  <  ج: ص:  >  >>