العاص في عصابة، وخرج المغيرة بن الأخنس بن شَرِيق الثقفيّ حليف بني زُهرة في عصابة؛ فاقتتلوا قتالًا شديدًا؛ وكان الذي حدَاهم على القتال: أنه بلغهم أن مَددًا من أهل البصرة قد نزلوا صِرارًا - وهي من المدينة على ليلة - وأن أهل الشام قد توجّهوا مقبلين، فقاتلوهم قتالًا شديدًا على باب الدّار، فحمل المغيرة بن الأخنس الثقفيّ على القوم وهو يقول مرتجزًا:
قدْ عَلِمَتْ جاريةٌ عُطْبول ... لها وشاحٌ وَلها حُجول
أنّي بنَصْلِ السَّيْفِ خَنْشلِيلُ
فحمل عليه عبد الله بن بُدَيل بن ورقاء الخُزاعي، وهو يقول كـ:
إنْ تَكُ بالسّيْفِ كما تَقُول ... فاثْبتْ لِقرْنٍ ماجدٍ يَصول
بمشْرَفيّ حدُّهُ مَصْقولُ
فضربه عبد الله فقتله، وحمل رفاعة بن رافع الأنصاريّ، ثم الزرَقيّ على مروان بن الحكم، فضربه فصرعه، فنزل عنه وهو يرى أنه قتله؛ وجرح عبد الله بن الزبير جراحات، وانهزم القوم حتى لجؤوا إلى القصر، فاعتصموا ببابه، فاقتتلوا عليه قتالًا شديدًا، فقتلَ في المعركة على الباب زياد بن نُعَيْم الفهريّ في ناس من أصحاب عثمان، فلم يزل الناس يقتتلون حتى فتح عمرو بن حزم الأنصاريّ باب داره وهو إلى جنب دار عثمان بن عفان، ثمّ نادى الناس فأقبلوا عليه من داره، فقاتلوهم في جَوْف الدار. حتى انهزموا، وخلّى لهم عن باب الدار؛ فخرجوا هُرّابًا في طرق المدينة؛ وبقيَ عثمان في أناس من أهل بيته وأصحابه فقتلوا معه؛ وقُتِل عثمان رضي الله عنه (١). (٤: ٣٨١/ ٣٨٢/ ٣٨٣).
٨٢٢ - قال أبو المعتمر: فحدّثنا الحسن: أنّ محمد بن أبي بكر دخل عليه فأخذ بلحيته. قال: فقال له: قد أخذت منّا مأخذًا، وقعدتَ مني مقعدًا ما كاد أبو بكر ليقعده أو ليأخذه. قال: فخرج وتركه. قال: ودخل عليه رجل يقال له: الموت الأسود. قال: فخنقه ثم خفقه. قال: ثم خرج فقال: والله ما رأيت شيئًا