للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٣٠ - وذكر محمد بن عمر: أنّ عبد الرحمن بن عبد العزيز حدّثه عن عبد الرحمن بن محمد: أنّ محمد بن أبي بكر تسوّر على عثمان من دار عمرو بن حزم، ومعه كنانة بن بشْر بن عتّاب، وسُودان بن حُمران، وعمرو بن الحمق فوجدوا عثمان عند امرأتَه نائلة وهو يقرأ في المصحف في سورة البقرة، فتقدّمهم محمد بن أبي بكر؛ فأخذ بلحية عثمان، فقال: قد أخزاك الله يا نعثل! فقال عثمان: لستُ بنعثل؛ ولكني عبدُ الله، وأمير المؤمنين. قال محمد: ما أغنى عنك معاوية، وفلان، وفلان! فقال عثمان: يابن أخي، دَعْ عنك لحيتي! فما كان أبوك ليقبض على ما قبضتَ عليه. فقال محمد: لو رآك أبي تعمل هذه الأعمال أنكرها عليك، وما أريد بك أشدّ من قبضي على لحيتك. قال عثمان: أستنصر الله عليك وأستعين به. ثم طعن جبينه بمشْقَص في يده. ورفع كنانة بن بشر مشاقصَ كانت في يده، فوجأ بها في أصْلِ أذُن عثمان، فمضت حتى دخلت في حَلْقه، ثمّ علاه بالسيف حتى قتله، فقال عبد الرحمن: سمعت أبا عون يقول: ضَرب كنانة بن بشر جَبينَه ومقدّم رأسه بعمود حديد، فخرّ لجبينه، فضَربه سودان بن حُمران المراديّ بعد ما خرّ لجبينه فقتله (١). (٤: ٣٩٣/ ٣٩٤).

٨٣١ - قال محمد بن عمر: حدّثني عبد الرحمن بن أبي الزّناد عن عبد الرّحمن بن الحارث، قال: الذي قتَله كنانة بن بشر بن عتاب التُّجيبيّ. وكانت امرأة منظور بن سيار الفزاريّ تقول: خرجنا إلى الحجّ؛ وما علمنا لعثمان بقتل؛ حتى إذا كنا بالعَرْج سمعنا رجلًا يتغنّى تحت الليل:

ألا إنَّ خيْر الناسِ بعد ثلاثةٍ ... قتيلُ التُّجيبيّ الذي جاء من مِصْرِ

قال: وأما عمرو بن الحمق، فوثب على عثمان، فجلس على صدره وبه رمَق، فطعنه تسعَ طعنات. قال عمرو: فأما ثلاث منهنّ؛ فإني طعنتهنّ إيّاه لله؛ وأما ستّ فإني طعنتهن إيّاه لما كان في صدري عليه.

قال محمد: وحدّثني إسحاق بن يحيى، عن موسى بن طلحة، قال: رأيت عُروة بن شُيَيْم ضرب مروان يوم الدّار بالسيف على رقبتِه، فقطع إحدَى


(١) إسناده إلى الواقدي منقطع، والواقدي متروك.
بين الطبري والواقدي انقطاع، والواقدي متروك.

<<  <  ج: ص:  >  >>