للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبيه، عن المجالد بن سعيد الهمْدانيّ، عن يسار بن أبي كرِب، عن أبيه -وكان أبو كَرِب عاملًا على بيت مال عثمان- قال: دفن عثمان رضي الله عنه بين المغرب والعَتَمة؛ ولم يشهد جنازته إلّا مروان بن الحكم وثلاثة من مواليه وابنته الخامسة، فناحت ابنته، ورفعت صوتها تندبه، وأخذ الناس الحجارة، وقالوا: نعثَل نعثل! وكادت ترجَم؛ فقالوا: الحائط الحائط؛ فدفن في حائط خارجًا (١). (٤: ٤١٢).

٨٦٨ - وأما الواقديّ فإنه ذكر: أنّ سعد بن راشد حدّثه عن صالح بن كيسان: أنه قال: لما قتل عثمان رضي الله عنه قال رجل: يدفن بدير سَلْع مقبرة اليهود، فقال حَكيم بن حزام: والله لا يكونُ هذا أبدًا وأحدٌ من ولد قصيّ حيٌّ؛ حتى كاد الشرّ يلتحم، فقال ابنُ عُدَيس البَلَويّ: أيّها الشيخ! وما يضرّك أين يدفن! فقال حكيم بن حزام: لا يدفن إلا ببقيع الغَرقَد حيث دفن سَلَفُه وفَرَطُه؛ فخرج به حكيم بن حزام في اثني عشر رجلًا، وفيهم الزّبير، فصلّى عليه حكيم بن حزام. قال الواقديّ: الثبت عندنا: أنه صلّى عليه جُبير بن مطعِم (٢). (٤: ٤١٣).

٨٦٩ - قال محمد بن عمر: وحدّثني الضّحّاك بن عثمان، عن مخرَمة بن سليمان الوالبيّ، قال: قتل عثمان رضي الله عنه يوم الجمعة ضحْوةً، فلم يقدروا على دفنه، وأرسلت نائلة بنة الفَرافصة إلى حُويطب بن عبد العُزَّى، وجُبير بن مطعم، وأبي جهم بن حُذَيفة، وحكيم بن حزام، ونيار الأسلميّ، فقالوا: إنّا لا نقدر أن نخرج به نهارًا، وهؤلاء المصريّون على الباب، فأمهلوا حتى كان بين المغرب والعشاء، فدخل القوم، فحيل بينهم وبينه، فقال أبو جهم: والله لا يحولُ بيني وبينه أحد إلا مِتّ دونه؛ احملوه، فحمل إلى البقيع؛ قال: وتبعتهم نائلة بسراج استسرجته بالبقيع، وغلام لعثمان، حتى انتهوا إلى نَخَلات عليها حائط؛ فدقّوا الجدار، ثم قبروه في تلك النَّخَلات، وصلّى عليه جبير بن مطعم، فذهبت نائلة تريد أن تتكلم، فزبرها القوم، وقالوا: إنا نخاف عليه من هؤلاء الغوغاء أن يَنْبِشوه، فرجعت نائلة إلى منزلها (٣). (٤: ٤١٣).


(١) خبر منكر وفي إسناده مجاهيل.
(٢) بين الواقدي والطبري انقطاع، والواقدي متروك.
(٣) بين الواقدي والطبري انقطاع، والواقدي متروك.

<<  <  ج: ص:  >  >>