للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خرج، وتلقّاه ابن عباس خارجًا؛ وهو داخل، فلما انتهى إلى عليّ؛ قال: رأيت المغيرَة خرج من عندك، ففيم جاءك؟ قال: جاءني أمس بذيّة، وذيّةَ، وجاءني اليوم بذَيَّة، وذيَّة، فقال: أمَّا أمس فقد نَصَحك، وأما اليوم فقد غشّك. قال: فما الرّأي؟ قال: كان الرّأي أن تخرج حين قُتِل الرّجل، أو قبل ذلك، فتأتيَ مكة، فتدخل دارك، وتغلق عليك بابَك، فإن كانت العربُ جائِلة مضطربة في أثرك لا تجد غيرك؛ فأمّا اليوم فإنّ في بني أميّة من يستَحْسنون الطلب بأن يلزموك شعبةً من هذا الأمر، ويشبّهون على الناس، ويطلبون مثل ماطلب أهلُ المدينة، ولا تقدر على ما يريدون، ولا يقدرون عليه، ولو صارت الأمور إليهم حتى يصيروا في ذلك أمْوَت لحقوقهم؛ وأترك لها إلا ما يعجّلون من الشبهة. وقال المغيرة: نصحتُه والله، فلما لم يقبل غشَشْتُه. وخرج المغيرة حتى لحق بمكة (١). (٤: ٤٣٨/ ٤٣٩).

٩٢٠ - حدّثني الحارث عن ابن سعد، عن الواقديّ، قال: حدّثني ابن أبي سَبْرة، عن عبد المجيد بن سهيل، عن عبيد الله بن عبد الله بن عُتْبة، عن ابن عباس، قال: دعاني عثمان، فاستَعْملني على الحجّ، فخرجت إلى مكة فأقمت للناس الحجّ، وقرأتُ عليهم كتابَ عثمان إليهم، ثمّ قدِمْت المدينة؛ وقد بويع لعليّ؛ فأتيتُه في داره، فوجدتُ المغيرة بن شُعبة مستَخْليًا به، فحبسني حتى خرج من عنده، فقلت: ماذا قال لك هذا؟ فقال: قال لي قبل مَرّته هذه: أرْسِلْ إلى عبد الله بن عامر، وإلى معاوية، وإلى عمّال عثمان بعهُودهم تُقرّهم على أعمالهم، ويبايعون لك الناس، فإنّهم يهدّئون البلاد، ويسكّنون الناس؛ فأبيتُ ذلك عليه يومئذ، وقلتُ: والله لو كان ساعة من نهار؛ لاجتهدتُ فيها رأي، ولا ولّيتُ هؤلاء، ولا مثلُهم يُوَلَّى.

قال: ثمّ انصرف من عندي وأنا أعرفُ فيه: أنه يرى أني مخطئ؛ ثمّ عاد إليَّ الآن، فقال: إني أشرتُ عليك أوّل مرَّة بالذي أشرتُ عليك، وخالَفْتني فيه، ثمّ


(١) إسناده ضعيف وفي متنه ما لا يصح، فقد ورد فيها: (وقال طلحة: دعني فلآت البصرة فلا يفجؤك إلّا وأنا في خيل) وقال الزبير: (دعني آت الكوفة فلا يفجؤك إلا وأنا في خيل) وهذا لم يصح فلم يطلب الزبير ولا طلحة من علي أن يأذن لهما بالذهاب إلى البصرة لطلب الجيوش والمدد.

<<  <  ج: ص:  >  >>