للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩٤٦ - كتب إليّ السريّ عن شعيب عن سيف، عن محمد، وطلحة، قالا: كان عليٌّ في همّ مَنْ توجه القوم لا يدري إلى أين يأخذون! وكان أن يأتوا البصرةَ أحبَّ إليه. فلما تيقَّن: أن القوم يعارِضون طريقَ البصرة سُرّ بذلك، وقال: الكوفة فيها رجالُ العرب، وبُيوتاتهم، فقال له ابن عباس: إن الذي يسرّك من ذلك ليسوؤني، إن الكوفة فُسْطاطٌ فيه أعلام من أعلام العرب، ولا يحملهم عِدّة القوم، ولا يزال فيهم من يسمو إلى أمرٍ لا ينالُه؛ فإذا كان كذلك شغب عليّ الذي قد نال حتى يفْثَأه فيفسد بعضهم على بعض. فقال عليّ: إن الأمر ليشبِه ما تقول، ولكن الأُثْرة لأهْل الطاعة وألْحقُ بأحسنهم سابقةً وقُدْمة، فإن استووا أعفَيْناهم، واختبرناهم، فإن أقْنَعهم ذلك؛ كان خيرًا لهم، وإن لم يقنعهم كلّفونا إقامتهم وكان شرًّا على من هو شرّ له. فقال ابن عباس: إن ذلك لأمر لا يدرَك إلّا بالقنوع (١). (٤: ٤٥٩/ ٤٦٠).

٩٤٧ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد، وطلحة، قالا: لمَّا اجتمع الرّأي من طلحة، والزبير، وأمِّ المؤمنين، ومَن بمكة من المسلمين على السّير إلى البصرة، والانتصار من قَتَلة عثمان رضي الله عنه؛ خرج الزّبير، وطلحة حتى لقيا ابن عمر، ودعَوَاه إلى الخفُوف، فقال: إني امرؤٌ من أهل المدينة، فإن يجتمعوا على النهوض؛ أنهض، وإن يجتمعوا على القُعود؛ أقعد، فتركاه، ورجعا (٢). (٤: ٤٦٠).

٩٤٨ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سَيْف، عن سعيد بن عبد الله، عن


= الذين أدركوا عائشة [حاشا]، ونعيد هنا إلى الأذهان ما أخرجه خليفة بن خياط بسند صحيح (تأريخ خليفة/ ١٧٦) عن مسروق قال: قالت عائشة رضي الله عنها: تركتموه كالثوب النقي من الدنس ثم قربتموه تذبحونه كما تذبح الشاة. قال مسروق: فقلت هذا عملك كتبت إلى الناس تأمرينهم بالخروج عليه، فقالت عائشة: والذي آمن به المؤمنون وكفر به الكافرون ما كتبت إليهم بسواد في بياض حتى جلست مجلسي هذا. قال الأعمش: فكانوا يرون: أنه كتب على لسانها. اهـ.
وصحح ابن كثير إسناده (البداية والنهاية ٧/ ١٩٥).
(١) إسناده ضعيف وفي متنه نكارة.
(٢) إسناده ضعيف وفي متنه نكارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>