السيوف، وأنصِلوا الأسنّة، واقطعوا الأوتار، وآووا المظلوم، والمضطهد حتى يلتئم هذا الأمر، وتنجلي هذه الفِتْنة (١). (٤: ٤٨١/ ٤٨٢).
٩٧١ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد وطلحة، قالا: ولما رجع ابن عباس إلى عليّ بالخبر دعا الحسنَ بن عليّ فأرسله، فأرسل معه عمَّار بن ياسر، فقال له: انطلق فأصلح ما أفسدتَ؛ فأقبلا حتى دخلا المسجد، فكان أوّل من أتاهما مسروق بن الأجْدع، فسلّم عليهما، وأقبل على عمّار فقال: يا أبا اليقظان! عَلام قتلتم عثمان رضي الله عنه؟ قال: عَلَى شَتم أعراضنا، وضرب أبشارنا! فقال: والله ما عاقَبْتُمْ بمثلِ ما عوقبتم به ولئن صبرتم لكان خيرًا للصّابرين، فخرج أبو موسى، فلقي الحسَن فضمَّه إليه، وأقبل على عمّار فقال: يا أبا اليقظان! أعَدَوْت فيمن عدا على أمير المؤمنين، فأحللت نفسَك مع الفجار! فقال: لم أفعل، ولمَ تَسُوْءُني؟ وقطع عليهما الحسن، فأقبل عَلى أبي موسى فقال: يا أبا موسى! لِمَ تثبّط النّاس عنا! فوالله ما أردنا إلّا الإصلاح، ولا مثل أمير المؤمنين يُخافَ على شيء، فقال: صدَقْتَ بأبي أنت وأمي! ولكنّ المستشار مُؤْتمن، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"إنها ستكون فتنةٌ، القاعدُ فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خيرٌ من الراكب"؛ قد جعلنا الله عزّ وجلّ إخوانًا، وحرَّم علينا أموالنا ودماءَنا، وقال:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} , {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}. وقال جلَّ وعزَّ:{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ}. فغضب عمارٌ وساءَه، وقام، وقال: يا أيّها الناس! إنما قال له خاصّةً: أنت فيها قاعدًا خيرٌ منك قائمًا. وقام رجلٌ من بني تميم، فقال لعمار: اسكت أيها العبد! أنت أمس مع الغوغاء، واليوم تسافه أميرنا! وثار زَيْدُ بن صُوحان وطبقتُه وثار الناس، وجعل أبو موسى يُكَفْكِفُ الناس، ثمّ انطلق حتى أتى المنْبر، وسكن الناس، وأقبل زيد على حمار حتى وقف بباب المسجد ومعه الكتابان من عائشة رضي الله عنها إليه وإلى أهل الكوفة، وقد كان طلب كتاب العامّة فضمّه إلى كتابه، فأقبل بهما ومعه كتاب الخاصة وكتاب العامّة: أمّا بعد، فثبّطوا أيّها الناس، واجلسوا في بيوتكم إلّا عن قتَلة عثمان بن عفان رضي الله عنه