للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأخذ بعضهم البرّ، وأخذ بعضهم الماءَ وعلى كل سُبْع رجُلٌ؛ أخذ البرّ ستة آلاف ومئتان، وأخذ الماء ألفان وثمانمئة (١). (٤: ٤٨٢/ ٤٨٣/ ٤٨٤/ ٤٨٥).

٩٧٢ - وفيما ذكر نصرُ بن مزاحم العطار عن عمر بن سعيد، عن أسد بن عبد الله، عمّن أدرك من أهل العلم: أن عبد خير الخَيْوانيّ قام إلى أبي موسى فقال: يا أبا موسى! هل كان هذان الرّجلان -يعني: طلحة، والزبير- ممن بايع عليًّا؛ قال: نعم، قال: هل أحدث حدثًا يحِلّ به نقص بيعتِه؟ قال: لا أدري! قال: لا دريتَ! فإنا تاركوك حتى تدري. يا أبا موسى! هل تعلم أحدًا خارجًا من هذه الفتنة التي تزعم أنها هي فتنة؟ إنما بقي أربع فِرَق: عليٌّ بظهر الكوفة،


(١) إسناده ضعيف وفي متنه نكارة شديدة، وهنا يتبين لنا سرّ اتفاق علماء الجرح والتعديل على ضعف سيف في الحديث ويتبين لنا كم كان تلميذه وراويته شعيب خبيرًا في تحريف الكلم عن مواضعه، فأما إرسال علي لعمار والحسن إلى الكوفة فصحيح أما قوله له: (انطلق فأصلح ما أفسدت) فلا يصح. وليت الأمر وقف عند هذا الحدّ من الدّس والزيادة المنكرة ولكنه أضاف مرة أخرى فذكر أن عمارًا شارك في قتل سيدنا عثمان رضي الله عنه (يا أبا اليقظان علام قتلتم عثمان؟ قال: على شتم أعراضنا وضرب أبشارنا) وهذا غير صحيح فلم يثبت في رواية صحيحة أن عمارًا رضي الله عنه شارك في قتل عثمان رضي الله عنه علمًا بأن الرواية نفسها تكذب ما جاء هنا فإن عمارًا في هذه الرواية ينكر مشاركته في قتل عثمان: (يا أبا اليقظان أعدوت فيمن عدا على أمير المؤمنين فأحللت نفسك مع الفجار؟ فقال: لم أفعل). فبأي العبارتين نأخذ؟ ألا إنه الخلط والخبط من راو مجهول الحال (شعيب) لا يعرف عنه إلا أنه يتحامل على السلف الصالح رضوان الله عليهم- ومن نكارات هذه الرواية قول شيث بن ربعي لزيد بن صوجان (يا عُماني سرقت بجلولاء فقطعك الله وعصيت أم المؤمنين فقتلك الله) وهذا لم يرد في رواية صحيحة ولا حتى ضعيفة (فيما نعلم) وفيه من الطعن ما فيه وهو من طريق شعيب راوية سيف كما نظن ومرة أخرى يظهر شعيب براعته في تحريف الحقائق فصحيح أن عمارًا رَضي الله عنه أخبر أن عائشة أم المؤمنين ولها فضلها عليهم ولكن الله ابتلاهم بها ليروا هل يسمعون كلامها في المطالبة بدم عثمان ويطيعونها في ذلك أم يسمعون للخليفة وهو الأولى بالطاعة لأنه الإمام العام؟
فأراد شعيب أن يخلط الحابل بالنابل فتقول على لسان عمار: (هذا ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليستنفركم إلى زوجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإلى طلحة والزبير) وليس الأمر كذلك فلم يستنفر أمير المؤمنين علي أحدًا على عائشة وطلحة والزبير رضي الله عنهم وكفّ عن القتال حتى وقع القتال وإنما ذهب إلى البصرة من ذي قار حتى تصلح الأمور وتستتب بعد أن شاع الاضطراب بالبصرة - وسنتطرق إلى هذا في قسم الصحيح فليراجع.

<<  <  ج: ص:  >  >>