للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩٨٨ - حدّثني محمد بن عُمارة، قال: حدّثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا فُضيل عن سفيان بن عقبة، عن قرّة بن الحارث، عن جوْن بن قتادة، قال قرّة بن الحارث: كنتُ مع الأحنف بن قيس، وكان جَوْن بن قتادة ابن عمّي مع الزبير بن العوام، فحدّثني جَوْن بن قتادة، قال: كنتُ مع الزّبير رضي الله عنه، فجاء فارسٌ يسير -وكانوا يسلّمون على الزّبير بالإمْرة- فقال: السلام عليك أيّها الأمير! قال: وعليك السلام؛ قال: هؤلاء القوم قد أتَوْا مكان كذا وكذا، فلم أرَ قومًا أرثّ سلاحًا، ولا أقلّ عددًا، ولا أرعب قلوبًا من قوْم أتَوك، ثمّ انصرَف عنه. قال: ثمّ جاء فارسٌ فقال: السَّلام عليك أيّها الأمير! فقال: وعليك السلام، قال: جاء القوم حتى أتَوا مكانَ كذا وكذا، فسمعوا بما جمع الله عزّ وجلّ لكم من العَدد والعُدّة والحدّ، فقذف اللهُ في قلوبهم الرعب، فولَّوْا مدبرين؛ قال الزُّبير: إيهًا عنك الآن؛ فوالله لو لم يجد ابن أبي طالب إلا العَرْفَج؛ لدبّ إلينا فيه! ثم انصرف، ثم جاء فارس وقد كادت الخيول أن تخرج من الرّهَج فقال: السلام عليك أيّها الأمير! قال: وعليك السلام، قال: هؤلاء القوم قد أتَوْكَ، فلقيت عمارًا فقلت له وقال لي؛ فقال الزبير: إنه ليس فيهم، فقال: بلى والله إنه لَفيهم؛ قال: والله ما جعله الله فيهم، فقال: والله لقد جعله الله فيهم. قال: والله ما جعله الله فيهم؛ فلمّا رأى الرجلَ يخالفه قال لبعض أهله: اركب فانظر: أحقٌّ ما يقول! فركب معه، فانطلقا وأنا أنظر إليهما حتى وقفا في جانب الخيل قليلًا، ثم رجعا إلينا، فقال الزبير لصاحبه: ما عندك؟ قال: صدق الرجل؛ قال الزبير: يا جدْع أنفاه - أو يا قَطْع ظَهْراه؟ - قال محمد بن عُمارة: قال عبيد الله: قال فضيل: لا أدري أيّهما قال - ثم أخذه أفكَل، فجعل السلاح ينتفض، فقال جون: ثكلتني أمي، هذا الذي كنت أريد أن أموت معه، أو أعيشَ معه، والذي نفسي بيده! ما أخذ هذا ما أرى إلّا لشيء قد سمعه أو رآه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فلمّا تشاغل الناسُ انصرف فجلس على دابته، ثم ذهب، فانصرف جون فجلس على دابّته، فلحق بالأحنف، ثم جاء فارسان حتى أتَيَا الأحنف وأصحابه، فنزلا، فأتيا، فأكبّا عليه، فناجيَاه ساعة، ثم انصرَفا، ثم جاء عمرو بن جرمُوز إلى الأحنف، فقال: أدركتُه في وادي السباع فقتلتُه، فكان

<<  <  ج: ص:  >  >>