للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: والذي نفسي بيَدِه إن صاحب الزبير الأحنف (١). (٤: ٥١٠/ ٥١١).

٩٨٩ - حدثني عمر بن شبة، قال: حدّثنا أبو الحسن، قال: حدّثنا بشير بن عاصم، عن الحجّاج بن أرطاة، عن عمار بن معاوية الدُّهني -حيّ من أحمَس بَجيلة- قال: أخذ عليٌّ مصحفًا يوم الجَمَل، فطاف به في أصحابه، وقال: مَنْ يأخذ هذا المصحف، يدعوهم إلى ما فيه وهو مقتول؟ فقام إليه فتىً من أهل الكوفة عليه قَباء أبيَض محشوّ، فقال: أنا، فأعرَض عنه، ثم قال: مَنْ يأخذ هذا المصحفَ يدعوهم إلى ما فيه وهو مقتول؟ فقال الفتى: أنا، فأعرَض عنه، ثم قال: مَنْ يأخذ هذا المصحفَ يدعوهم إلى ما فيه وهو مقتول؟ فقال الفتى: أنا؛ فدفعه إليه، فدعاهم، فقطعوا يَده اليمنى، فأخذه بيده اليسرى، فدعاهم، فقطعوا يدَه اليسرى، فأخذه بصَدره والدّماء تسيل على قَبائه، فقتِل رضي الله عنه، فقال عليّ: الآن حلّ قتالُهم، فقالت أمّ الفتى بعد ذلك فيما ترثي:

لا هُمَّ إنَّ مُسْلِمًا دَعاهُمُ ... يَتْلُو كتابَ الله لا يخْشاهُمُ

وأمُّهُمْ قائمة تراهُمُ ... يأتمرون الغَيّ لا تَنْهاهُمُ

قد خُضِبَتْ مِنْ علَقٍ لِحاهُمُ (٢)

(٤: ٥١١/ ٥١٢).

٩٩٠ - حدّثني عمر، قال: حدّثنا أبو الحسن، قال: حدّثنا أبو مخنف عن جابر، عن الشعبيّ، قال: حملت ميمنةُ أمير المؤمنين على ميسرةِ أهلِ البصرة، فاقتتلوا، ولاذَ الناس بعائشةَ رضي الله عنها، أكثرهم ضَبّة والأزْد، وكان قتالهم من ارتفاع النهار إلى قريب من العصر؛ ويقال: إلى أن زالت الشمس، ثم انهزموا، فنادى رجل من الأزد: كرّوا، فضربه محمد بن عليّ فقطع يده، فنادى: يا معشر الأزد فرّوا! واستحرّ القتل بالأزد، فنادَوا: نحن على دين عليّ بن أبي طالب؛ فقال رجل من بني ليث بعد ذلك:

سائلْ بنا يَوْمَ لقينا الأزْدا ... والخَيْلُ تَعْدو أَشْقَرًا ووَرْدَا


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>