للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَنتِ الَّتي غَرَّكِ مِنِّي الحُسْنَى ... يا عَيْشَ إن القومَ قَوْمٌ أَعْدَا

الخَفْضُ خَيْرٌ مِن قِتال الأبْنا (١)

(٤: ٥١٤/ ٥١٥).

٩٩٤ - كتبَ إليّ السَّريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد، وطلحة، قالا: اقتتلتِ المجنِّبتان حين تزاحفتا قتالًا شديدًا، يشبه ما فيه القَلْبان، واقتتل أهلُ اليمن، فقتِل على راية أمير المؤمنين من أهل الكوفة عشرة، كلما أخذها رجلٌ قتل خمسة من هَمْدان وخمسة من سائر اليمن، فلما رأى ذلك يزيد بن قيس؛ أخذها، فثبتتْ في يده وهو يقول:

قد عِشْتِ يا نَفْس وقد غَنِيتِ ... دَهرًا فقَطكِ اليومَ ما بَقِيتِ

أطْلُبُ طولَ العُمْر ما حَييتِ

وإنما تمثّلها وهو قول الشاعر قبله. وقال نِمْران بن أبي نِمْران الهَمْدانيّ:

جَرَّدتُ سَيْفي في رِجال الأزْدِ ... أَضْرِبُ في كُهولهِمْ والمُرْدِ

كلَّ طويلِ الساعِدَيْنِ نَهْدِ

وأقبلتْ ربيعة، فقتِل على راية الميسرة من أهل الكوفة زيد، وصرع صعصعة، ثم سَيْحان، ثم عبد الله بن رَقبة بن المغيرة، ثم أبو عُبيدة بن راشد بن سُلمَى؛ وهو يقول: اللهمّ أنت هدَيتَنا من الضّلالة، واستنقذتنا من الجهالة، وابتليتَنا بالفتنة، فكنّا في شُبهة وعلى ريبة؛ حتى قتل، ثمّ الحصين بن معبد بن النُّعمان، فأعطاها ابنه معبدًا، وجعل يقول: يا معبد! قرِّب لها بَوَّها؛ تحدَب، فثبتتْ في يده (٢). (٤: ٥١٥).

٩٩٥ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن محمد، وطلحة، قالا: لما رأت الكُماة من مضر الكوفة ومضر البصرة الصبر؛ تنادَوا في عسكر عائشة وعسكر عليّ: يا أيُّها الناس! طرِّفوا إذا فرغ الصبر، ونزع النصر، فجعلوا يتوجّؤون الأطراف: الأيدي والأرجُل، فما رُئيت وقعة قطّ قبلَها ولا بعدَها، ولا يسمع بها أكثر يدًا مقطوعة ورجلًا مقطوعة منها، لا يُدرَى مَن


(١) إسناده ضعيف.
(٢) إسناده ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>