وفيه من حقد أبي مخنف على سيدنا عثمان ما فيه؛ إذ تقول أبو مخنف على قيس بن سعد قوله في رسالته: (فوجدت عليه الأمة مقالًا فقالوا ثم نقموا عليه فغيروا) وحاشا لقيس أن يقول ذلك بل هو الابتداع عند الراوي يشُهّي له الطعن في الصحابة وإلّا فالكلّ يعلم أن الذين قتلوا سيدنا عثمان هم أراذل القوم كالمصري جبلة (الموت الأسود). ورواية الحسن البصري تكذب ما ورد في رواية أبي مخنف (فوجدت عليه الأمة: فغيروا) فقد أخرج خليفة بن خياط قال: حدثنا عبد الأعلى بن الهيثم قال: حدثني أبي قال: قلت للحسن: أكان فيمن قتل عثمان أحدًا من المهاجرين والأنصار؟ قال: لا، كانوا أعلاجًا من أهل مصر (تأريخ خليفة/ ١٧٦) ومعلوم أن الحسن أدرك حادثة الدار (أي: حصار سيدنا عثمان رضي الله عنه في الدار) وبيعة الأمة لسيدنا علي رضي الله عنه- ومن نكارات رواية أبي مخنف هذه: أنه اتهم سيدنا معاوية بأنه اختلق رسالة على لسان والي مصر قيس بن سعد ولا ندري كيف يعقل الناقد أن يفعل ذلك معاوية علمًا بأن والده أبو سفيان لم تسمح له نفسه بالكذب أيام كان مشركًا كما جاء في البخاري عن أبي سفيان عندما قال في بلاط هرقل: (فوالله لولا الحياء من أن يأثروا عليّ كذبًا لكذبت عنه) فهل يكون كاتب الوحي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذه الدرجة من الخداع والمكر حاشا لسيدنا معاوية رضي الله عنه ولقد قلنا بأن كل ما ورد في ذلك ضعيف جدًّا وأقلها ما رواه الطبري وعبد الرزاق برواية مرسلة ضعيفة من =