للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبى بكر على مصر، وعزل عنها قيسًا (١).

(٤: ٥٤٧/ ٥٤٨/ ٥٤٩/ ٥٥٠/ ٥٥١، تكملة - ٥٥٣/ ٥٥٤/ ٥٥٥).


(١) إسناده تالف فهو من طريق الهالك أبي مخنف، ولم نجد لها ما يؤيدها إلّا ما أخرجه الطبري كما سيأتي بعد قليل (٤/ ٥٥٢/ ١٠٥٩) وعبد الرزاق في مصنفه (٥/ ٤٥٨) ولكن من طريق يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري مرسلًا وهذا الإسناد إضافة إلى الإرسال فإن في رواية يزيد الأيلي عن الزهري منكرات كما قال الإمام أحمد -ولكنها مع ضعفها لم توافق رواية أبي مخنف فيما جاء من المنكرات- وفي رواية أبي مخنف هذه من الدّس والطعن ما فيها، منها قول قيس بن سعد: (أيها الناس قد بايعنا خير ما نعلم بعد نبينا - صلى الله عليه وسلم -) ومعلوم أن الصحابة والتابعين ما كانوا ليفضلوا أحدًا من الصحابة على أبي بكر وعمر بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخير دليل على ذلك ما أخرجه البخاري في صحيحه (٤/ ١٩١) عن محمد بن الحنفية قال: قلت لأبي: أي الناس خير بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: أبو بكر. قلت: ثم من؟ قال: عمر وخشيت أن يقول: عثمان! قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين، ويبدو أن محمد بن الحنفية أحبّ في نفسه أن يكون عليًّا الثالث أو استعجل ذلك لكونه صغير السن يوم سأل أباه هذا السؤال كما بين الحافظ في الفتح معقبًا على هذه الرواية بقوله: وفي رواية (محمد بن سوقة) ثم عجلت للحداثة فقلت: ثم أنت يا أبي؟ قال: أبوك رجل من المسلمين (الفتح ٧/ ٤١).
وفيه من حقد أبي مخنف على سيدنا عثمان ما فيه؛ إذ تقول أبو مخنف على قيس بن سعد قوله في رسالته: (فوجدت عليه الأمة مقالًا فقالوا ثم نقموا عليه فغيروا) وحاشا لقيس أن يقول ذلك بل هو الابتداع عند الراوي يشُهّي له الطعن في الصحابة وإلّا فالكلّ يعلم أن الذين قتلوا سيدنا عثمان هم أراذل القوم كالمصري جبلة (الموت الأسود).
ورواية الحسن البصري تكذب ما ورد في رواية أبي مخنف (فوجدت عليه الأمة: فغيروا) فقد أخرج خليفة بن خياط قال: حدثنا عبد الأعلى بن الهيثم قال: حدثني أبي قال: قلت للحسن: أكان فيمن قتل عثمان أحدًا من المهاجرين والأنصار؟ قال: لا، كانوا أعلاجًا من أهل مصر (تأريخ خليفة/ ١٧٦) ومعلوم أن الحسن أدرك حادثة الدار (أي: حصار سيدنا عثمان رضي الله عنه في الدار) وبيعة الأمة لسيدنا علي رضي الله عنه- ومن نكارات رواية أبي مخنف هذه: أنه اتهم سيدنا معاوية بأنه اختلق رسالة على لسان والي مصر قيس بن سعد ولا ندري كيف يعقل الناقد أن يفعل ذلك معاوية علمًا بأن والده أبو سفيان لم تسمح له نفسه بالكذب أيام كان مشركًا كما جاء في البخاري عن أبي سفيان عندما قال في بلاط هرقل: (فوالله لولا الحياء من أن يأثروا عليّ كذبًا لكذبت عنه) فهل يكون كاتب الوحي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بهذه الدرجة من الخداع والمكر حاشا لسيدنا معاوية رضي الله عنه ولقد قلنا بأن كل ما ورد في ذلك ضعيف جدًّا وأقلها ما رواه الطبري وعبد الرزاق برواية مرسلة ضعيفة من =

<<  <  ج: ص:  >  >>