أما الرواية الصحيحة فهي تؤكد غير ذلك كما أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (١١/ ١٤٦) من طريق محمد بن سيرين: (بعث بكتابه الأول إلى علي قال: فقال أهل الكوفة: عدو الله قيس بن سعد فاعزله، فقال علي: ويحكم أنا والله أعلم هي إحدى فعلاته، فأبوا إلا عزله فعزله) وإسناده حسن صحيح وهذا يعني أن عليًّا كان يأمن جانبه ويثق به ويدرك ما يرمي إليه مما يفعل ويكتب، ولكن من حوله من أهل الكوفة لم يكونوا ليدركوا ذلك -وأما بالنسبة لولاية قيس بن سعد (نفسها) (أي على مصر فقد قال خليفة: - ولي محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة مصر، ثم عزله وولّاها قيس بن سعد بن عبادة، ثم عزله وولّى الأمر الأشتر مالك بن الحارث النخعي فمات قبل أن يصل إليها فولّى محمد بن أبي بكر فقتل بها وغلب عمرو بن العاص على مصر) (تأريخ خليفة/ ٢٠١). وقال الدكتور يحيى اليحيى: إن ولاية قيس بن سعد بن عبادة (رضي الله عنهما) على مصر من قبل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أمر مُجْمَعٌ عليه (مرويات أبي مخنف/ ٢٠٦).