للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمورنا، ولا تعجل بحرْبنا، فأبى عليهم، فامتنعوا منه، وأخذوا حِذْرهم، فكانت وقعة صِفّين، وهم لمحمّد هائبون، فلما أتاهم صبرُ معاوية، وأهل الشام لعليّ، وأنّ عليًّا وأهل العراق قد رجعوا عن معاوية وأهل الشام، وصار أمرُهم إلى الحكومة؛ اجترؤوا على محمد بن أبي بكر، وأظهروا له المبارزة، فلما رأى ذلك محمد بعث الحارث بن جُمْهان الجعفيّ إلى أهل خِرِبْتَا، وفيها يزيد بنُ الحارث من بني كنانة، فقاتلهم، فقتلوه، ثم بعث إليهم رجلًا من كلب يُدعَى ابن مُضاهم، فقتلوه (١). (٤: ٥٥٧).

قال أبو جعفر: وفي هذه السنة فيما قيل: قدم ماهَوَيْهِ مَرْزبان مَرْو مقرًّا بالصلح الذي كان جرى بينه وبين ابن عامر على عليّ.

ذكر من قال ذلك:

١٠٦٤ - قال عليّ بن محمد المدائنيّ عن أبي زكرياء العجْلانيّ، عن ابن إسحاق، عن أشياخه، قال: قدم ماهويه أبراز مَرْزُبان مرْو على عليّ بن أبي طالب بعد الجمل مقرًّا بالصلح، فكتب له عليٌّ كتابًا إلى دَهاقين مرْو،


(١) إسناده تالف فهو من طريق الهالك أبي مخنف، وفيها نكارات سنذكر بعضها -وأما تولية محمد بن أبي بكر من قبل سيدنا عليّ على مصر فأشارت إليه أكثر مصادر التأريخ والحديث وذكر خليفة بن خياط أمر توليته إمارة مصر ضمن أحداث سنة (٣٨ هـ) (تأريخ خليفة/ ١٩٢) وقال الدكتور يحيى البحيى تعقيبًا على رواية أبي مخنف هذه أما النقاظ التي لها شواهد فهي:
١ - تولية محمد بن أبي بكر على مصر وهذا مجمع عليه.
٢ - خروج قيس بن سعد من مصر إلى المدينة ثم قدومه العراق على عليّ رضي الله عنه له شاهد من رواية الزهري أخرجها عبد الرزاق بسند رجاله ثقات إلا أنها مرسلة، وأخرجها الطبري من روايته أيضًا (المصنف ٥/ ٤٦٠) (مرويات أبي مخنف/ ٢٢٢) وفي الرواية الأولى (٤/ ٥٥٥/ ١٠٦٠) من الطعن واللمز والافتراء على صحابة رسول الله وعدالتهم ما لا يصدر إلا من تالف هالك كأبي مخنف، ومنها ذلك الأسلوب الرديء الذي اختلقه أبو مخنف ولصقه بالصحابة زورًا كعبارة (يا أعمى القلب والبصر) وعبارة (وقد قتلت عثمان فبقي عليك الإثم) وعبارة: (لا والله لا أقيم معك ساعة) ويكفي لكذب هذه العبارات أن إسناد الرواية مظلم ومظلم.
ويبدو أن أبا مخنف قد افترى كثيرًا وأساء الأدب بحق ولاة سيدنا علي ولذلك قال الطبري رحمه الله: (فذكر مكاتبات جرت بينهما كرهت ذكرها لما فيه مما لا يحتمل سماعها العامة) (٤/ ٥٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>