للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠٨٩ - قال أبو مِخْنَف: حدّثني جعفر بن حُذَيفة من آل عامر بن جُوَين: أن عائذ بن قيس الحِزمريّ، واثبَ عديَّ بن حاتم في الرّاية بصِفّين -وكانت حِزْمر أكثر من بني عديّ رهط حاتم- فوثب عليهم عبد الله بن خليفة الطائيّ البَوْلانيّ عند عليّ، فقال: يا بني حِزْمر، على عديّ تتوثّبون؟ ! وهل فيكم مثل عَدِيّ أو في آبائكم مثل أبي عَديّ! أليس بحامي القربة ومانع الماء يوم رَوِيّة؟ أليس بابن ذي المِرباع وابن جواد العرب؟ ! أليس بابن المُنْهب ماله، ومانع جاره؟ ! أليس مَن لم يغدر ولم يفجُر، ولم يجهل ولم يبخَل، ولم يمنُن ولم يجبن؟ ! هاتوا في آبائكم مثلَ أبيه، أو هاتوا فيكم مِثلَه. أوَ ليس أفضلكم في الإسلام! أو ليس وافدكم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ ! أليس برأسكم يوم النُّخيَلة، ويوم القادسيَة، ويوم المدائن، ويوم جَلُولاء الوقيعة، ويوم نِهاوَند، ويوم تُستَر؟ ! فما لكم وله! والله ما من قومكم أحد يطلب مثلَ الذي تطلبون، فقال له عليّ بن أبي طالب: حسبُك يا بن


= الخارجين ميلة واحدة بسيوفهم وأرسل ولده في مجموعة من أبناء الصحابة لحماية سيدنا عثمان كما سبق.
ونكرة أخرى لطالما يرددها أبو مخنف في كل مناسبة فيقول على سيدنا علي رضي الله عنه ما لم يقل كزعمه أنه قال: (وقد وجدنا عليهما (أبي بكر وعمر) أن توليا علينا ونحن آل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فغفرنا ذلك لهما).
ولقد كررنا مرارًا رواية البخاري عن محمد بن الحنفية: (أي الناس خير بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال أبو بكر ... الحديث) (الفتح ٧/ ٢٤).
ونزيد هنا رواية أخرى فقد قال الحافظ ابن كثير: أخرج البيهقي عن أبي وائل قال: (قيل لعلي بن أبي طالب: ألا تستخلف علينا؟ فقال: ما استخلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأستخلف ولكن إن يرد الله بالناس خيرًا فسيجمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم) ثم قال ابن كثير: إسناد جيد (البداية والنهاية ٥/ ٢٥٠).
ونكارة أخرى يتوكأ عليها دائمًا المستشرقون والمتغربون وهي أن الصحابة كانوا يغذّون هذا الخلاف ويذكون نار الفرقة بما تذاكروا من أحقاد الجاهلية ومغالها ونسوا أن الإسلام قد داس نعرات الجاهلية ومفاخرها بأرجل بلال وصهبب وسلمان وساوى بين عثمان الغني وغيره الفقير وبين مصعب المنعم في أهله وبين عمّار اليتيم الأبوين، وهل نسي الصحابة قول الله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} أم تراهم نسوا أن الإسلام يجب ما قبله؟ ! (حاشاهم) وحاشا لسيدنا علي أن يتهم معاوية وأباه بإسلامهما مكرهين ثم ينبش ما دفنه الإسلام من عيبة الجاهلية.

<<  <  ج: ص:  >  >>