للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المدينة الأنصارُ، ومعه من خُزاعة عدد حَسن، ومن كنانةَ وغيرهم من أهل المدينة.

ثم زحف إليهم بالناس، ورفع معاوية قبَّةً عظيمة قد ألقى عليها الكرابيس، وبايعه عُظْم الناس من أهل الشام على الموت، وبعث خيلَ أهل دمشق، فاحتاطت بقبّته، وزحف عبد الله بن بُدَيل في الميمنة نحو حبيب بن مسلمة، فلم يزل يحوزه؛ ويكشف خيلَه من الميسرة حتى اضطرهم إلى قبّة معاوية عند الظهر (١). (٥: ١٤/ ١٥).

١٠٩٥ - قال أبو مِخْنف: حدّثني مالك بن أعيَن عن زيد بن وهب الجُهَنيّ: أنّ ابن بُدَيل قام في أصحابه فقال: ألَا إنّ معاوية ادَّعى ما ليس أهلَه، ونازع هذا الأمرَ من ليس مثلَه، وجادل بالباطل ليُدحِض به الحقّ، وصال عليكم بالأعراب والأحزاب، قد زيّن لهم الضلالة، وزرع في قلوبهم حبَّ الفتنة، ولبَس عليهم الأمر، وزادهم رِجْسًا إلى رجسهم، وأنتم على نور من ربّكم، وبرهان مبين، فقاتلوا الطغاة الجفاة، ولا تخشَوهم، فكيف تخشوْنهم وفي أيديكم كتاب الله عزّ وجلّ طاهرًا مبرورًا! {أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٣) قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ} , وقد قاتلناهم مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - مرّة، وهذه ثانية، والله ما هم في هذه بأتقى، ولا أزكى، ولا أرشد! قوموا إلى عدوّكم بارك الله عليكم! فقاتل قتالًا شديدًا هو وأصحابه (٢). (٥: ١٦).

١٠٩٦ - قال أبو مخْنف: حدّثني عبد الرحمن بن أبي عَمْرة الأنصاريّ عن أبيه ومولى له: أنّ عليًّا حرّض الناس يومَ صِفّين، فقال:

إنّ الله عزّ وجلّ قد دلّكم على تجارة تُنجيِكم من عذاب أليم، تُشفي بكم على


(١) إسناده تالف.
(٢) إسناده تالف، وقال الدكتور يحيى اليحيى تعقيبًا على هذه الرواية: فيها غرابة شديدة وهي قول عبد الله بن بديل: (وقد قاتلناهم مع النبي - صلى الله عليه وسلم - مرة وهذه ثانية) والصحيح أن عبد الله وأباه أسلما يوم الفتح فكيف يكون قاتلهم وعمرو بن العاص قد أسلم قبله. ثم قال في الحاشية: وقد روى البخاري في صحيحه (٥/ ٩١) أن بديل بن ورقاء كان مع أبي سفيان حين قدم المسلمون يوم الفتح يتحسسون الأخبار. (مرويات أبي مخنف/ ٣٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>