وصدق الذهبي إذ قال: (إخباري تالف لا يوثق به) (الميزان ٣/ ٤٩٩٢). وصدق الدارقطني فلم نجد الواقدي (على شدة ضعفه) يفتري ويكذب ويصف الصحابة والتابعين بهذه الدرجة: (فقاتلوا عباد الله القوم الظالمين الحاكمين بغير ما أنزل الله ولا يأخذكم في جهادكم لوم لائم فإنهم إن يظهروا عليكم يفسدوا عليكم دينكم ودنياكم) وناهيك عن الإسناد الساقط التالف لهذه الرواية فانظر إلى هذا الوصف الشنيع! وكأن أبا مخنف يريد أن يشفي غليله في هذه الرواية وينفث سمه وحقده كلّه وهو هكذا في كلّ رواية. والحمد لله فلقد قيض الله لعلم الرواية أعلامًا كأحمد وابن معين وشعبة وغيرهم خبروا الرجال وقلَّبوهم كما يقلب الصيرفي العملة، وبيَّنوا كذب المختلقين من أمثال أبي مخنف. ولم ترد رواية صحيحة ولا ضعيفة فيما نعلم تؤيد ما جاء في رواية أبي مخنف. ومن نكاراته هنا واصفًا جيش معاوية: (وإنما هو مال الله عز وجل أفاءه علينا بأسيافنا وأرماحنا) وكأن الذين ذكر أسماءهم (معاوية، الوليد بن عقبة، عبد الله بن عامر، وسعيد بن العاص) لم يحملوا سيوفًا على عواتقهم ولم يمتطوا صهوة جيادهم يومًا. ولو كان أبو مخنف ذكيًّا لما أوقع نفسه في مطب كبير، فالمشهور أن الوليد بن عقبة اعتزل =