للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ناجذ، وعمرو وعامر ابنا عُوَيف، وعبد الله بن الحجاج وجُندَب بن زهير، وأبو زينب بن عوف بن الحارث، وخرج عبد الله بن أبي الحصين الأزديّ في الفقراء الذين مع عمّار بن ياسر فأصيب معه (١). (٥: ٢٦/ ٢٧).

١١٠٥ - قال أبو مخنف: وحدّثني الحارث بن حَصيرة عن أشياخ النَّمِر: أنّ عقبة بن حديد النمريّ قال يوم صِفّين: ألا إنّ مرعى الدنيا قد أصبح هشيمًا، وأصبح شجرُها خضِيدًا، وجديدها سَمَلًا، وحلوها مرَّ المذاق، ألا وإنّي أنبئكم نبأ امرئ صادق: إني قد سئمتُ الدنيا، وعزفتْ نفسي عنها، وقد كنت أتمنّى الشهادة، وأتعرّض لها في كلّ جيش وغارة؛ فأبى الله عزّ وجلّ إلا أن يبلِّغني هذا اليوم، ألا وإني متعرّض لها من ساعتي هذه، قد طمعت ألا أحرَمها، فما تنتظرون عبادَ الله بجهاد مَنْ عادى الله؟ خوفًا من الموت القادم عليكم، الذاهب بأنفسكم لا محالة، أو من ضربة كفٍّ بالسيف! تستبدلون الدنيا بالنظر في وجه الله عزّ وجلّ وموافقة النبيّين، والصّدّيقين، والشهداء، والصالحين في دار القرار! ما هذا بالرأي السديد! ثم مضى فقال: يا إخوتي! قد بعتُ هذه الدار بالتي أمامها، وهذا وجهي إليها لا يبرح وجوهَكم، ولا يقطع الله عزّ وجلّ رجاءكم! فتبعه إخوته: عبيد الله وعوف ومالك، وقالوا: لا نطلب رزقَ الدنيا بعدَك، فقبَّح الله العيشَ بعدك! اللهمّ إنا نحتسب أنفسنَا عندك! فاستقدموا فقاتَلوا حتى قُتِلوا (٢). (٥: ٢٧/ ٢٨).


(١) إسناده تالف وفي متنه نكارة.
(٢) إسناده تالف وفي متنه نكارة، فعلى عادته يلصق أبو مخنف هذه الأوصاف بجيش معاوية رضي الله عنه ويتقولها على لسان أتباع أمير المؤمنين علي رضي الله عنه قولهم ومنها هذه العبارة: (فما تنتظرون عباد الله بجهاد من عادى الله؟ ) ولا أصدق من رواية عمّار ردًا على هذه الأكاذيب كما أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (١٥/ ٢٩٤) عن زياد بن الحارث رضي الله عنه قال: كنت إلى جنب عمار بن ياسر بصفين وركبتي تمسُّ ركبتيه، فقال رجل: كفر أهل الشام، فقال عمار: (لا تقولوا ذلك، نبينا ونبيهم واحد، وقبلتنا وقبلتهم واحدة ولكنهم قوم مفتونون جاروا عن الحق علينا أن نقاتلهم حتى يرجعوا إليه).
ومن فوائد هذه الرواية أن الراوي (وله صحبة) كان قريبًا جدًّا من عمار حين سمع هذه الكلمات (وركبتي تمس ركبته) - فلا مجال لتأويل آخر أو الشك في أن يكون عمارًا قائلًا لهذه الكلمات والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>