(٢) إسناده تالف وفي متنه نكارة، فعلى عادته يلصق أبو مخنف هذه الأوصاف بجيش معاوية رضي الله عنه ويتقولها على لسان أتباع أمير المؤمنين علي رضي الله عنه قولهم ومنها هذه العبارة: (فما تنتظرون عباد الله بجهاد من عادى الله؟ ) ولا أصدق من رواية عمّار ردًا على هذه الأكاذيب كما أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (١٥/ ٢٩٤) عن زياد بن الحارث رضي الله عنه قال: كنت إلى جنب عمار بن ياسر بصفين وركبتي تمسُّ ركبتيه، فقال رجل: كفر أهل الشام، فقال عمار: (لا تقولوا ذلك، نبينا ونبيهم واحد، وقبلتنا وقبلتهم واحدة ولكنهم قوم مفتونون جاروا عن الحق علينا أن نقاتلهم حتى يرجعوا إليه). ومن فوائد هذه الرواية أن الراوي (وله صحبة) كان قريبًا جدًّا من عمار حين سمع هذه الكلمات (وركبتي تمس ركبته) - فلا مجال لتأويل آخر أو الشك في أن يكون عمارًا قائلًا لهذه الكلمات والله تعالى أعلم.