١١٠٦ - قال أبو مخنف: حدّثني صلة بن زهير النهديّ عن مسلم بن عبد الله الضّبابيّ، قال: شهدت صِفِّين مع الحيّ ومعنا شَمر بن ذي الجوشن الضبابيّ، فبارزه أدهم بن محرز الباهلي، فضرب أدهم وجه شَمِر بالسيف، وضربه شَمِر ضربة لم تضْرره، فرجع شَمِر إلى رَحْله فشرب شربةً - وكان قد ظمئ - ثم أخذ الرمح، فأقبل وهو يقول:
إنِّي زَعيمٌ لأَخي باهلَهْ ... بطَعْنَةٍ إنْ لم أُصبْ عاجِلهْ
أو ضَرْبَةٍ تَحْتَ القَنا والوَغى ... شَبيهَةٍ بالقَتْلِ أو قاتِلَهْ
ثم حمل على أدهم فصرعه، ثم قال: هذه بتلك (١). (٥: ٢٨).
١١٠٧ - قال أبو مخنف: حدّثني عمرو بن عمرو بن عوف بن مالك الجُشَميّ: أن بشر بن عِصْمة المُزَنيّ كان لحق بمعاوية، فلما اقتتل الناس بصِفِّين؛ بَصُر بشر بن عِصْمة بمالك بن العَقَدِيّة -وهو مالك بن الجُلاح الجُشَميّ، ولكنّ العَقَدِيّة غلبتْ عليه- فرآه بِشْر وهو يَفرِي في أهل الشام فَرْيًا عجيبًا، وكان رجلًا مسلمًا شجاعًا، فغاظ بشرًا ما رأى منه، فحمل عليه فطعنه فصرعه، ثم انصرف، فندم لطعنته إيّاه جبَّارًا، فقال:
ثم حمل عبد الله بن الطُّفَيْل البَكّائيّ على جمع لأهل الشام، فلمّا انصرف؛ حمل عليه رجل من بني تَميم -يقال له: قيس بن قُرّة، ممّن لحق بمعاوية من أهل العراق- فيضع الرُّمح بين كتفي عبد الله بن الطُّفيل، ويعترضه يزيد بن معاوية، ابن عم عبد الله بن الطُّفيل، فيضع الرمح بين كتفي التميميّ، فقال: والله لئن طعنتَه؛ لأطعننّك! فقال: عليك عهد الله وميثاقُه لئن رفعتُ السنان على ظهر صاحبك لترفعنّ سنانَك عنِّي! فقال له: نعم، لك بذلك عهدُ الله! فرفع