للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السنّان عن ابن الطُّفيل، ورفع يزيد السنانَ عن التَّميميّ، فقال: ممّن أنت؟ قال: من بني عامر؛ فقال له: جعلني الله فداكم! أينما أُلفكم أُلفِكم كرامًا، وإني لحادي عَشَرَ رجلًا من أهل بيتي ورهطي قتلتموهم اليوم، وأنا كنت آخرَهم، فلما رجع الناس إلى الكوفة؛ عتب على يزيد بن الطُّفيل في بعض ما يعتب فيه الرجل على ابن عمّه، فقال له:

ألم تَرَني حامَيْتُ عنك مُناصِحًا ... بِصفِّينَ إذْ خَلَّاكَ كلُّ حَميمِ

ونَهْنَهْتُ عنك الحنظَليَّ وقدْ أتَى ... على سابحٍ ذي مَيْعَةٍ وهَزيمِ! (١)

(٥: ٢٨/ ٢٩).

١١٠٨ - قال أبو مخنف: حدّثني فُضَيل بن خَديج، قال: خرج رجل من أهل الشام يدعو إلى المبارزة، فخرج إليه عبد الرحمن بن محرز الكنديّ، ثم الطمَحِيّ، فتجاوَلا ساعة، ثم إن عبد الرحمن حمل على الشاميّ فطعنه في ثُغرة نحره فصرعه، ثم نزل إليه فسلبه درعه وسلاحَه، فإذا هو حبشيّ، فقال: إنّا لله! لِمَنْ أخطرت نفسي! لعبد أسود! وخرج رجل من عكّ يسأل المبارزة، فخرج إليه قيس بن فَهْدان الكِنانيّ، ثم البَدَنِيّ، فحمل عليه العكِّيّ فضربه واحتمله أصحابُه فقال قيس بن فَهْدان:

لَقَدْ عَلِمَتْ عَكٌّ بصِفّينَ أننا ... إذا التَقَتِ الخيلان نَطْعنُها شَزْرَا

ونحْمِلُ راياتِ الطّعانِ بِحَقِّها ... فنُورِدُها بيضًا ونُصْدِرُها حُمْرا (٢)

(٥: ٣٠).

١١٠٩ - قال أبو مخنف: وحدّثني فُضَيل بن خَدِيج: أن قيس بن فهدان كان يحرّض أصحابه فيقول: شدّوا إذا شددتم جميعًا، وإذا انصرفتم؛ فأقبِلوا معًا، وغُضّوا الأبصار، وأقلّوا اللفظ، واعتوِروا الأقران، ولا يؤتَينّ من قِبلكم العرب، قال: وقتلِ نُهَيك بن عُزَير -من بني الحارث بن عديّ، وعمرو بن يزيد من بني ذُهل، وسعيد بن عمرو- وخرج قيس بن يزيد وهو ممن فرّ إلى معاوية من عليّ، فدعا إلى المبارزة، فخرج إليه أخوه أبو العَمَرّطة بن يزيد، فتعارفا،


(١) إسناده تالف.
(٢) إسناده تالف، وكل هذه التفاصيل انفرد بها أبو مخنف من بين معاصريه في هذه الرواية وبقية الروايات إلا ما أشرنا في الموضع المناسب.

<<  <  ج: ص:  >  >>