للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتواقفا وانصرفا إلى الناس، فأخبر كلّ واحد منهما أنه لقي أخاه (١). (٥: ٣٠).

١١١٠ - قال أبو مِخنف: حدّثني جعفر بن حذيفة من آل عامر بن جوَين الطائيّ: أن طيّئًا يوم صِفِّين قاتلت قتالًا شديدًا، فعبّيَت لهم جموع كثيرة، فجاءهم حمزة بن مالك الهمْدانيّ، فقال: ممّن أنتم، لله أنتم! فقال عبد الله بن خليفة البَوْلانيّ -وكان شيعيًّا شاعرًا خطيبًا: نحن طيِّئ السهل، وطيِّئ الرمل، وطيِّئ الجَبل، الممنوع ذي النخل؛ نحن حُماة الجبلين، إلى ما بين العُذَيب والعَيْن، نحن طيّئ الرماح، وطيِّئ النِّطاح، وفُرسان الصّباح، فقال حمزة بن مالك: بخٍ بخٍ! إنك لحسن الثناء على قومك، فقال:

إنْ كُنْتَ لم تَشْعُر بنَجدَةِ مَعْشَرٍ ... فأَقدِمْ عَلَيْنا وَيْبَ غَيْرِك تَشعُرِ

ثم اقتتل الناس أشدّ القتال، فأخذ يناديهم ويقول: يا معشر طيّئ! فِدًى لكم طارِفي وتالِدي! قاتِلوا على الأحساب، وأخذ يقول:

أنا الذي كنْت إذا الدّاعي دَعا ... مصَمِّمًا بالسَّيْفِ نَدْبًا أرْوَعَا

فأنزل المُسْتَلْئِمَ المُقَنّعا ... وأقتلُ المُبالِطَ السَّمَيْدَعَا

وقال بشر بن العَسوس الطائيّ ثم المِلْقطيّ:

يَا طيّئ السُّهولِ والأجبالِ ... ألا انهدُوا بالبيضِ والعَوالي

وبالْكُماةِ مِنْكُمُ الأبطالِ ... فقارِعوا أئِمَّةَ الجُهَّالِ

السّالِكينَ سُبُلَ الضَّلال

ففُقئتْ يومئذ عين ابن العَسوس، فقال في ذلك:

ألا لَيْتَ عَيني هذِهِ مِثلُ هذِهِ ... فلَم أمشِ في الآناسِ إلَّا بقائِدِ

ويا لَيْتَنِي لم أَبْقَ بعد مُطَرِّفٍ ... وسَعد وبعد المُسْتَنِيرِ بنِ خالِدِ

فوارِسَ لم تَغْذُ الحواضِنُ مِثْلَهُمْ ... إذا الحربُ أَبدَتْ عن خدامِ الخَرائِد

ويا ليت رِجلي ثَمّ طُنَّتْ بِنِصْفِها ... ويا ليت كفِّي ثَمَّ طاحَتْ بِساعدي (٢)

(٥: ٣٠/ ٣١).


(١) إسناده تالف.
(٢) إسناده تالف وفي متنه نكارة، ولم تكن هذه الألقاب شائعة يومها (شعبيًا) وإنما هو سبك الرواية بعبارات لا أصل لها والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>