للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التوبةَ عن عباده، ويعْفو عن السيئات، ويحبّ المتطهرين، قال: فجشر والله الفتى الناس راجعًا، فقال له رجل من أهل الشأم: خدعَك العراقيّ، خدعك العراقيّ، قال: لا، ولكن نصحَ لي. وقاتل هاشم قتالًا شديدًا هو وأصحابه، وكان هاشم يُدعَى المِرْقال، لأنه كان يُرْقِل في الحرب، فقاتل هو وأصحابه حتى أبرّوا على من يليهم، وحتى رأوا الظفر، وأقبلتْ إليهم عند المغرب كتيبةٌ لتَنوخ فشدّوا على الناس، فقاتلهم وهو يقول:

أعور يبغِي أهلَه محلَّا ... قد عالج الحياةَ حتَّى مَلأَّ

يَتُلُّهُم بذي الكُعوبِ تَلَّا

فزعموا: أنه قتل يومئذ تسعةً أو عشرة، وحمل عليه الحارث بن المنذر التَّنوخيّ فطعنه فسقط، وأرسل إليه عليٌّ: أن قدّم لواءك، فقال لرسوله: انظر إلى بطني، فإذا هو قد شُقّ، فقال الأنصاريّ الحجّاج بن غزِيّة:

فإِن تَفْخروا بابن البُدَيل وهاشِمٍ ... فنحن قتَلْنا ذا الكَلاعِ وحَوْشَبا

ونحن تَرَكْنا بَعدَ مُعترَكِ اللِّقا ... أخاكم عبيد الله لَحْمًا مُلَحَّبا

ونحن أحطنا بالبعيرِ وأهلِه ... ونحن سقيناكمْ سِمامًا مُقَشَّبا (١)

(٥: ٤٢/ ٤٣/ ٤٤).


(١) إسناده تالف، وفيه نكارات منها (إنما قتله أصحاب محمد وأبناء أصحابه وقراء الناس حيث أحدث الأحداث) وقد بيّنا سابقًا في الحديث عن مقتل عثمان أن الصحابة برآءٌ من دم عثمان كما أخرج خليفة بن خياط عن الحسن عندما سئل: أكان فيمن قتل عثمان أحد من المهاجرين والأنصار؟ قال: لا، كانوا أعلاجًا من أهل مصر (تأريخ خليفة/ ١٧٦).
وأما أبناء الصحابة فقد ثبت كما ذكرنا أن أبناء الصحابة شاركوا في حماية عثمان رضي الله عنه وخرج منهم من خرج محمولًا ملطخًا بدمائه وهم عبد الله بن عمر والحسن ومحمد بن طلحة.
وأخرج ابن عساكر (ترجمة ص ٣٩٥) عن محمد بن سيرين: (لقد قتل عثمان يوم قتل وإن الدار يومئذ لغاصة فيهم عبد الله بن عمر وفيهم الحسن بن علي في عنقه السيف ولكن عثمان عزم عليهم أن لا يقاتلوا).
وأخرج ابن عساكر (ترجمة عثمان/ تأريخ دمشق/ ٣٥) عن نافع مولى ابن عمر أنه قال: (إن الحسن بن علي وعبد الله بن عمر لم يزالا مع عثمان في الدار) وقال المحقق: رجال إسناده ثقات.
ومن نكارة هذه الرواية كذلك [فإني أقاتلكم لأن صاحبكم لا يصلي] بينما الرواية الصحيحة =

<<  <  ج: ص:  >  >>