للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتخلّف عنك شدّةَ الوبال (١). (٥: ٨٠/ ٨١).

١١٦١ - قال أبو مخنف: حدّثني يوسف بن يزيد، عن عبد الله بن عوف، قال: لما أراد عليّ المسيرَ إلى أهل النهر من الأنبار، قدّم قيس بن سعد بن عُبادة وأمره أن يأتيَ المدائنَ فينزلَها حتى يأمرَه بأمره، ثم جاء مقبِلًا إليهم، ووافاه قيس، وسعد بن مسعود الثقفى بالنّهر، وبعث إلى أهل النّهر: ادفعوا إلينا قَتَلة إخواننا منكم نقتلهم بهم، ثم أنا تارككم، وكافّ عنكم حتى ألقَى أهلَ الشأم؛ فلعلّ الله يقلِّب قلوبَكم، ويردكم إلى خير مما أنتم عليه من أمركم، فبعثوا إليه، فقالوا: كلنا قَتَلَتهُم، وكلنا نستحلّ دماءهم ودماءَكم (٢). (٥: ٨٣).

١١٦٢ - قال أبو مِخْنف: فحدّثني الحارث بن حَصيرة عن عبد الرحمن بن عبيد أبي الكنود: أن قيس بن سعد بن عبادة قال لهم: عباد الله! أخرِجوا إلينا طِلبتَنَا منكم، وادخلوا في هذا الأمر الذي منه خرجتم، وعودوا بنا إلى قتال عدوّنا وعدوّكم، فإنكم ركبتُم عظيمًا من الأمر، تشهدون علينا بالشِّرْك، والشِّرْك ظلمٌ عظيم، وتسفكون دماءَ المسلمين، وتعدّونهم مشركين! فقال عبد الله بن شجرة السُّلَميّ: إن الحقّ قد أضاء لنا، فلسنا نتابعكم، أو تأتونا بمثلِ عمر! فقال: ما نعلمه فينا غير صاحبنا، فهل تعلمونه فيكم؟ وقال: نشدتكم بالله في أنفسكم أن تُهلكوها، فإنّي لأرى الفتنةَ قد غلبتْ عليكم! .

وخطَبَهم أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاريّ؛ فقال: عبادَ الله! إنّا وإيّاكم على الحال الأولى التي كنا عليها، ليست بيننا وبينكم فُرْقة، فعلام تقاتلوننا؟ ! فقالوا: إنا لو بايعناكم اليوم حكّمتم غدًا، قال: فإنِّي أنشُدكم الله أن تعجّلوا فتنة العام مخافةَ ما يأتي في قابل (٣)! (٥: ٨٣/ ٨٤).

١١٦٣ - قال أبو مخنف: حدّثني مالك بن أعيَن عن زيد بن وهب: أن عليًّا أتى أهلَ النّهر، فوقف عليهم فقال: أيّتها العصابة التي أخرجَتْها عداوةُ المِراء واللَّجاجة، وصدّها عن الحقّ الهَوَى، وطمح بها النَّزَق، وأصبحتْ في اللّبس،


(١) إسناده تالف.
(٢) إسناده تالف.
(٣) إسناده تالف.

<<  <  ج: ص:  >  >>