للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حكمَ القرآن، وقد قال الله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}، فنقَمنا ذلك عليه، فقتلناه، وحسّنت أنت له ذلك ونظراؤك، فقد برّأنا الله إن شاء الله من ذنبه، وأنت شريكُه في إثمه، وعظم ذنبه، وجاعِلك على مثاله. قال: فغضب معاوية، فقدمه، فقتله، ثم ألقاه في جيفة حمار، ثم أحرقه بالنار؛ فلما بلغ ذلك عائشةَ جزِعت عليه جزعًا شديدًا، وقَنَتت عليه في دُبُر الصلاة تدعو على معاوية، وعمرو، ثم قبضتْ عيالَ محمّد إليها، فكان القاسم بن محمد بن أبي بكر في عيالها.

رجع الحديث إلى حديث أبي مخنف: وكتب عمرو بنُ العاص إلى معاوية عند قتله محمد بن أبي بكر، وكنانة بن بشر:

أما بعد، فإنا لقينا محمد بن أبي بكر، وكنانةَ بن بشر في جموع جَمّة من أهل مصرَ، فدعوْناهم إلى الهدى، والسنّة، وحكم الكتاب، فرفضوا الحقّ، وتورّكوا في الضلال، فجاهَدْناهم، واستنصَرْنا اللهَ عليهم، فضرب الله وجوهَهم وأدبارَهم، ومنحونا أكتافهم، فقتل الله محمد بن أبي بكر، وكنانةَ بن بشر، وأماثلَ القوم، والحمد لله رب العالمين! والسَّلام عليك (١). (٥: ١٠٢/ ١٠٤/١٠٣/ ١٠٥).

١١٧٨ - وأما الواقديّ فإنه ذكر لي: أنّ سُوَيد بن عبد العزيز حدّثه عن ثابت بن عجلان، عن القاسم بن عبد الرحمن: أنّ عمرو بن العاص خرج في أربعةِ آلاف، فيهم معاوية بن خُدَيج، وأبو الأعور السلَميّ، فالتقوا بالمسنّاة، فاقتتلوا قتالًا شديدًا، حتى قتل كنانة بن بشر بن عتّاب التُّجيبِيّ، ولم يجد محمد بن أبي بكر مقاتلًا، فانهزم، فاختبأ عند جَبَلة بن مسروق، فدلّ عليه معاوية بن خُدَيج، فأحاط به، فخرج محمد فقاتل حتى قُتِل.

قال الواقديّ: وكانت المسنّاة في صفرَ سنة ثمان وثلاثين، وأذْرُح في شعبانَ منها في عام واحدٌ (٢). (٥: ١٠٥).

وفيها قُتِل محمد بن أبي حُذَيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس.


(١) إسناده تالف وفي متنه نكارات سنتحدث عنها بعد (٥/ ١٠٩/ ١١٨٢).
(٢) في إسناده الواقدي وهو متروك.

<<  <  ج: ص:  >  >>